عدد الذين اهتدوا إلي الإسلام عند وفاته - صلي الله عليه وسلم- 421 ألفا، بينما بلغ عدد النخبة والصفوة والقيادات والريادات التي تربت في مدرسة النبوة ما يقرب من 8 آلاف، بينهم أكثر من ألف من النساء. ومن العجيب ان نعلم أن أكثرهم هُدي إلي الإسلام عن طريق أخلاق النبي- صلي الله عليه وسلم- الذي كان يجلس ويأكل علي الأرض، ويخيط ثوبه بنفسه، ويخدم أهله، ويلبي دعوة الفقير ويجالس المساكين. وإذا صافحه أحد لا يترك يده حتي يكون المصافح هو الذي يترك يده. وكان - وهو المعصوم في التبليغ عن ربه- أكثر الناس مشورة لأصحابه يُخضع اجتهاده لاجتهادات الأغلبية. يقول سيد قطب في تفسيره: لقد انتصر محمد بن عبدالله يوم أن صاغ من فكرة الإسلام شخوصا، وحوَّل إيمانهم بالإسلام عملا، ثم تركهم يتعاملون مع الناس، فيعطون ويأخذون، فيرون- أي الناس- الإسلام من خلال أخلاق الصحابة. قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: »ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيراً، وأدخله الجنة برحمته. قالوا: وما هي يا رسول الله؟! قال: تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك...« . ولأن النبي- صلي الله عليه وسلم- هو الرحمة المهداة فإذا به يوجه أمته إلي ضرورة أن يكون التعامل مع الآخر لا بالمثل، بل بأخلاق الإسلام والدين الحنيف. فلنجعل من تطبيق أخلاق الرسول في حياتنا طريقا للوصول إلي قلوب الغرب وعقولهم، كما قال- صلي الله عليه وسلم-»بلغوا عني ولو آية«. هكذا استطاع نبي الإسلام أن يحول كل صحابي إلي قرآن يدب ويمشي بين الناس في دنيا الناس، فالدين المعاملة كما قال الصادق المصدوق، فهيا بنا نجعل من أخلاقنا طريقا لهداية ليس الغرب فحسب بل البشرية جمعاء.