المباراة المرتقبة التي يخوضها الأهلي اليوم أمام الترجي في محطة العودة للدور قبل النهائي لدوري الأبطال الافريقي والمزمع اقامتها باستاد رادس تأتي أشبه بموقعة كروية يقودها من خارج الملعب المارشال حسام البدري والطاقم المعاون له المكون من محمد يوسف وأحمد ناجي وهادي خشبة وامامه الادميرال فوزي البنزرتي وساعده الايمن ماهر الكنزاري.. ووضع القائدان كل الاحتمالات التي يمكن ان يواجهها فريقاهما خلال المباراة ولقنا قياداتهما الداخلية علي البساط الاخضر سواء أكان أبوتريكة بالنسبة للأهلي أو حسام غالي في حالة شفائه وجاهزيته والدراجي »مخ« وصانع ألعاب الترجي ما يجب عليهما اتباعه في حالة حدوث أي من هذه الاحتمالات. ولعل البدري والبنزرتي اقاما طويلا وبحثا كثيرا في الخطط وطرق المواجهات التي سيتبعها كل فريق.. وغاص كل منهما في دراسة المنافس من خلال المباريات العديدة التي تتوافر تسجيلاتها لديهما خاصة تلك التي لعبها الترجي مع مازيمبي أو حتي في الدوري التونسي مع الصفاقسي.. وكذلك التي لعبها الأهلي مع الشبيبة الجزائري أو مع الانتاج الحربي المصري.. ويقتدي كل من البدري والبنزرتي في قيادتيهما الميدانيتين لفريقيهما اليوم بالمقولة العسكرية التي تقول: لو تصور الخصم -ايا كانت جنسيته- ان هناك اتجاهين لا ثالث لهما للهجوم المباغت أتيته من الاتجاه الثالث لتحقيق المفاجأة التي هي عنصر هام وفاعل في الميدان التنافسي. ولذلك فإن البدري والبنزرتي اليوم يبحثان في الاحتمال أو الاتجاه الثالث الذي يركزان من خلاله في شن الهجمات لخطف وارباك المنافس.. ورغم ان كل الاوراق لدي الطرفين مكشوفة ومعروفة غير انهما ينقبان في الركام والحطام لعلهما يستخرجان بعض الأوراق غير المنظورة لتحقيق المفاجأة المنشودة واحداث الارباك في الحسابات الفنية في الصفوف المقابلة. البنزرتي ورغم انه الأكبر سنا والأوفر خبرة من خلال مشواره الأطول في قيادته للفرق العربية والتونسية في معاركها التنافسية علي الاصعدة الافريقية والاقليمية الا انه يعاني نفسيا منذ المعركة الأخيرة التي خاضها ضد المارشال حسام البدري الاصغر سنا والذي لم تمض سنة علي قيادته الانفرادية للمركبة الحمراء حيث كان قبل ذلك يعاون الداهية جوزيه مدربا عاما ومديرا للكرة.. لم ينس البنزرتي ان البدري كشفه وأغلق امامه كل السبل ولولا الخطأ القاتل الذي ارتكبه شريف اكرامي ما كان المدفعجي الدراجي قد اطلق دانته التي سكنت الشباك الحمراء.. ولذلك فقد حرص البنزرتي علي التحوير والتضليل علي استعداداته وابعدها عن عيون الجميع حتي جماهير تونس وبحث في الأوراق السرية وليست الجديدة لان التشكيل الذي خاض به المباراة الأولي هو الأفضل والأجهز.. ولا يوجد فرصة كبيرة امامه للاستعانة بأوراق بديلة وانما كل ما يستطيعه هو تكليف لاعبي خطي الوسط والدفاع بمهام هجومية لتعويض الرقابة اللصيقة التي قد يفرضها البدري علي رأسي الحربة خليفة داينرامو ومنح الحرية للهشري وشمام وتراوي والقربي للتقدم ومساندة الهجوم وترك الدراجي وهو مخ الفريق وصانع ألعابه يحدد الموقع الانسب وسط الملعب لقيادة العمليات الهجومية بعد التخلص من الرقابة المتوقعة التي قد تفرض عليه بعد الهدف الذي احرزه بالقاهرة. أما البدري فإن التبديلات والتغييرات وحتي الاتجاه الثالث والغامض للهجوم الأحمر الذي يبحث عنه ربما اعتمد فيه علي غير المهاجمين الصرحاء بعدما أصاب معظمهم الاصابات العضلية فأبعدتهم عن جاهيزتهم وحتي لو سلمنا بان وجود أحدهم كمهاجم في منطقة ال81 التونسية لتوفير مبدأ العمق الهجومي والتواجد المؤثر في هذه المنطقة للابقاء علي بعض المدافعين وحرمانهم من الانطلاق لمساعدة هجمات الترجي فإن فضل لا يمكن بمفرده أن يقوم بهذا الدور لتواضع مستواه البدني وقلة قدراته في قطع المشاوير الطويلة وهو يؤدي دوريه الدفاعي والهجومي.. وقد لا يكون امام البدري حل سوي استخدام ناجي جدو في هذا المركز الجديد اعتمادا علي شبابه وحيويته ومعه وخلفه قليلا محمد بركات وخلفهما ومعهما محمد أبوتريكة.. ومن المؤكد ان يحشد البدري قوته الدفاعية الصاروخية وسط الملعب من خلال تواجد أحمد فتحي وشهاب الدين أحمد ومعهما حسام عاشور مع تنويع التكليفات وتوزيع الادوار عليهم ومنح شريف عبدالفضيل وسيد معوض الفرصة للانطلاق طوليا من علي الاجناب والاستفادة بالقدرة علي التسديد القوي لدي الثاني والتمرير العرضي المتقن لدي الأول.. هذه الاحتمالات لن تتوقف عند كليهما وانما لديهما سيناريوهات بديلة إذا تقدم احد الأطراف بهدف فان الاحتياطيين البديلين ستتحرك بسرعة وتبادر بتعديل الخطط وتغيير التمركز وربما الاتيان ببعض الاغارات ونصب بعض الكمائن المفاجئة واستخدام آخر الكروت لتحقيق المغامرة وتعديل الكفة واستعادة التوازن.