يبدو ان انتاج الخبز لا تحكمة ضوابط معينة بقدر ما تتحكم فيه اهواء اصحاب المخابز.. فالملاحظ ان الرغيف البلدي والافرنجي لا يستقر حجم ايهما علي حال معين.. فأحيانا تجد الرغيف صغيرا واحيانا تجده مطابقا للمواصفات، وقد يكون سبب ذلك انه كلما نشطت الحملات التموينية علي المخابز اسرع اصحابها الي الالتزام بالوزن والشكل والمواصفات المطلوبة.. وكلما خمد حماس مباحث التموين لفترة من الوقت عاد الرغيف الي حالته الطبيعية نتيجة لعدم الالتزام بمواصفات وزارة التموين. اما عن نظافة الخبز بصفة عامة فإن اصحاب المخابز لا يهتمون بها.. فالرغيف سواء البلدي او الافرنجي لا يؤكل منه سوي وجهه فقط.. اما ظهره فانه غالبا ما يكون مغطي بطبقة من الهباب الاسود!! والحفاظ علي نظافة الرغيف اثناء عملية الانتاج لا يحتاج الي جهد كبير من الخبازين.. وما عليهم لكي يخرج الرغيف نظيفا من الفرن الا ان يقوموا بتنظيفه وكنسه من الرماد المحترق بين الحين والآخر.. ولكن معظم الخبازين يتقاعسون عن تنظيف الفرن توفيرا للجهد.. ونتيجة لانعدام الرقابة عليهم.. او لرغبة اصحاب المخابز في استنفاذ كل ساعات العمل في الانتاج.. ولا يهمهم حالة رغيف الخبز ونظافته ما داموا لا يجدون من يحاسبهم بصفة مستمرة.. ولذلك نناشد وزارة التموين تكثيف الحملات وتشديد الرقابة علي المخابز لانتاج خبز نظيف ومطابق للمواصفات. ولكن يبدو ان اهتمام اجهزة الرقابة علي المخابز يتركز علي حجم الرغيف دون نظافته.. فالحجم عندهم اهم من النظافة.. في حين ان نظافة الرغيف عند المستهلك هي الاهم لانه يضطر الي الاستغناء عن الاجزاء غير النظيفة فيه.. وهي توازي نصف حجمه تقريبا.. وبذلك يكون ما يدفعه في الرغيف مضاعفا.. اننا لا ننكر علي مباحث التموين جهدها.. وما تقوم به من حملات في حدود امكاناتها التي لا تتناسب مع عدد المخابز المنتشرة في جميع انحاء البلاد.. ولكننا نناشدها في ان تركز بعض اهتمامها علي نظافة الخبز.. وبذلك يكتفي المستهلك بشراء رغيف واحد نظيف بدلا من رغيفين!!