محمد عبدالحافظ صمود ميدان التحرير، في وجه محاولات الباعة الجائلين المستميتة لاحتلاله مرة أخري، اختبار حقيقي لهيبة الحكومة وقوات الأمن. كل رصيف في القاهرة أصبح محتلا من الباعة الجائلين، وما تحت الرصيف يحتله »السايس« الذي يفرض اتاوة علي كل صاحب سيارة يضطر إلي ترك سيارته، وإلا سيعود ويجد الزجاج مكسورا، أو المراية مسروقة، أو يفقد أحد اطاراته الأربعة، إن كان محظوظا ولم يفقدها كلها. وأتمني ألا يمتد فشل حكومة الثورة، وأول وزارة داخلية في الجمهورية الثانية في السيطرة علي سائقي الميكروباص إلي ميدان التحرير. فكل من تطأ قدمه أرض العاصمة يعاني من احتلال سائقي الميكروباص للشوارع و »طظ« في الناس والشرطة، ويكون مصيره المستشفي أو المقبرة من يعترض علي الفوضي التي يرتكبها اباطرة الميكروباص، ويا ويله من تسول له نفسه أن يطلق آلة تنبيه لسائق ميكروباص يعطل طريقه أو يقف في نهر الشارع انتظاراً لدوره في تحميل ركاب! الشرطة متراخية في وقف العبث الذي يقوم به هؤلاء الذين يقودون الميكروباصات برعونة وفتونة وبلا مبالاة. نجحت الشرطة في تحرير الميدان من الباعة الجائلين، عندما ارادت ذلك، فمتي تصبح عند الداخلية ارادة تطهير الشوارع من البلطجية وسائقي الميكروباص المنفلتين؟! إنا لمنتظرون.