الحل في رأيي المتواضع هو الضرب بيد من حديد لكل اشكال البلطجة والخروج علي القانون، فنحن لا تنقصنا القوانين، نحن لدينا غابة من القوانين السبت: وأصلي وأحب اللي يصلي علي النبي.. نبينا الهضابي يا لولا النبي لم كانت شمس ولا جمر ولا كوكب يضوي علي الوديان.. ولا كل من جال يا فلان أنت صاحبي ده السن يضحك والجليب مليان.. دنيا غرورة تجلب بتفوت علي الأخين تاخد خيارهم ولا تخلي إلا الخايب الندمان.. توطي عزيز الجوم وترفع الأندال«.. أبدا اليوم أولي »يومياتي« في الأخبار.. والتي أتاح لي فرصة تحريرها الزميل العزيز والاستاذ الكبير محمد حسن البنا رئيس التحرير، محققا بذلك أمنية غالية طالما حلمت بها وهي انضمامي الي حملة الاقلام الثابتة في يوميات الصفحة الاخيرة »حلم كل صحفي في الأخبار«، ولأصدق بذلك وعمليا ان الثورة المجيدة قد وصلت ايضا للأخبار، وان عهد الفساد قد انتهي الي غير رجعة، وان الفرص كلها سواء كبيرة او صغيرة اصبحت متاحة للجميع.. ولم تعد حكرا علي المحاسيب والحبايب فقط كما كانت في الماضي »الله لا يعيده« واخترت ان اكتب في موضوع أحبه واحرص علي متابعة كل ما يتعلق به، وهو الأدب الشعبي المصري الذي يترجم بعفوية جميلة خلاصة حكمة الاجيال في مصر.. والعبارات البليغة التي استهللت بها هذه اليوميات انما هي بعض ما قاله الرواة علي مدي عشرات السنين، ومن حسن حظي فانني احتفظ بكتاب للدكتور احمد مرسي استاذ الادب بكلية الاداب بجامعة القاهرة عن الثقافة الشعبية المصرية والتي تؤكد من خلال تناوله المستفيض لها ومن خلال ما قاله الرواة في الادب الشعبي ان لعنصر الزمان تأثيرا كبيرا علي الناس اكثر من عنصر المكان، فالزمان في الثقافة الشعبية المصرية هو ماضي الانسان كله وبعض من حاضره، وضمن هذا الاطار الفضفاض لمفهوم الزمان في الثقافة الشعبية المصرية تصبح الهوية الشخصية للافراد هوية جماعية، تعبر عن الجماعة كلها فمؤلف الموال او الحكاية لا يمثل نفسه فقط وانما هو يمثل مجتمعه ككل.. ويقول الدكتور احمد مرسي في كتابه القيم عن الادب الشعبي المصري انه بالرغم من وعي الانسان المصري بالزمان والمكان.. الا ان احساسه بالزمان ووعيه به اكثر وضوحا وتفردا من احساسه بالمكان، وقد نجح الانسان في اخضاع المكان لارادته وانتصر علي المسافات والابعاد والحواجز الطبيعية واستطاع ان يعبر الحدود المكانية وان يعدل فيها كما يشاء.. ولكنه لم ينجح ابدا في تخطي حدود الزمان بالقدر نفسه حيث الحياة بمعناها المادي توجد وتنمو وتتطور في الزمان.. وعلي هذا النحو يكتسب الزمان معني انسانيا ويصبح جزءا اساسيا غامضا الي حد كبير.. ومع ذلك يدخل في نسيج حياته ويشكله ويصيغه بألوانه المتعددة.. واليه تنسب كل التغييرات التي تحدث في الواقع »دنيا لا بتخلي الراكب راكب ولا الماشي ماشي«.. لقد اعترف الأدب الشعبي دائما بالرابطة القوية التي تربط الانسان بالزمان، وعبر اصدق تعبير عن اعتقاد الانسان بان دوام الحال من المحال، وانه لاثبات لشيء وان التغيير هو الصفة الثابتة للزمان وللاشياء من حوله.. فالدنيا وهي عنده احدي مرادفات الزمن عبارة عن »دولاب داير« لا يتوقف عن الدوران، يرفع ويخفض والمرتفع في لحظة سينخفض في اللحظة التالية والعكس صحيح.. ويقول الدكتور احمد مرسي في كتابه الشيق ان الموت وعلاقته بحركة الزمان قد شغل حيزا كبيرا من اهتمام الانسان المصري فيقول الراوي: يا عمود بيتي والزمن هده.. يا هلتري في بيت مين تاني نصبه.. يا زمن والموت يلاغيهم.. جدام عينيا ما جدرت انا افديهم.. يا زمان والموت يناولهم.. جدام عينيا ما جدرت انا احوشهم.. فمهما عاش الانسان فلابد مما ليس منه بد، اي الموت في النهاية ويصور ذلك الادب الشعبي ابلغ تصوير.. ان الزمان لا يدوم لاحد وما دام الامر كذلك فان تغيره وعدم ثباته او استقراره علي حال هو الذي يسبب الفناء والموت، فيقول الراوي: انا اول ما نبدي الجول نصلي عالنبي.. نبي عربي له كل جمعة عيد.. انا باحسب الدهر يدوم لي.. اتاري الدهر غدراته جريبين.. ورمال فسر لي حلومي.. حلوم الليل منها مرعوبين.. ويقول: والله يا زمن ما لجيت العدل وياك ولا كانش ظني اتعب كده وياك غيري نصفته وان شفت العجب وياك شمت فيا خلايج ياما كنت كايدهم ومشيتني وراهم وانا في الاصل كايدهم وملكتهم زمامي ومانيش جادر اكايدهم هيبة الدولة »المكسورة« الأحد: خلال لقائه مؤخرا مع محافظي اقليم شمال الصعيد اعترف اللواء احمد زكي عابدين وزير التنمية المحلية بان هيبة الدولة- بعد ثورة يناير- اصبحت مكسورة وطالب المحافظين باعادة هيبة الدولة ومساعدة الشرطة في مواجهة البلطجية، والحقيقة ان اللواء احمد زكي عابدين قد وضع يده علي مكمن الداء الذي نعاني منه منذ قيام الثورة المجيدة واعترف بشجاعة بالهيبة المكسورة ولم يكابر او يعاند، فهي التي فتحت الباب علي مصراعيه امام الفوضي في مصر والتي لا تريد ان تنتهي ابدا.. وذلك علي الرغم من مجهودات وزارة الداخلية وعلي رأسها الوزير الحالي »ولا ننكر ايضا مجهودات الوزير السابق« وقيادات الوزارة في مواجهة الانفلات الامني ومحاولة استعادة الاستقرار.. والحل في رأيي المتواضع هو الضرب بيد من حديد لكل اشكال البلطجة والخروج علي القانون، فنحن لا تنقصنا القوانين، نحن لدينا غابة من القوانين، ولكنها ولدت ميتة ولذلك كان مصيرها الحفظ في الاكفان اقصد في الادراج، نحن نحتاج لاعادة احياء هذه القوانين من جديد وتطبيقها بكل حزم دون تفرقة بين وزير او غفير.. جريمة تاريخية الإثنين: قرأت ان الموظفين في ادارة الرقابة بالتليفزيون المصري يطالبون وزير الاعلام بتحديد مصير حوالي 002 ألف شريط مسجل ونحو 03 ألف عمل درامي يظهر فيها الرئيس المخلوع سواء في مقابلاته وتحركاته او بصوره الفوتوغرافية المعلقة علي الحوائط، ويطالبون باعدام هذه الشرائط او علي الاقل عمل مونتاج لها يتم فيه حذف كل ما يتعلق بمبارك وسنوات حكمه ال03؟ والحقيقة ان هذا الخبر قد استفزني بشدة، صحيح ان مبارك قد ضرب الرقم القياسي في حجم الفساد علي مر العصور الحديثة في مصر وصحيح ان سنينه كانت سودة، وصحيح ان الثورة المجيدة التي من بها الله علينا قد حققت لنا المعجزة وازاحت هذا الرجل وزوجته وابناءه من امامنا، الا انه ليس معني ذلك ان مبارك لم يكن جزءا من تاريخ مصر.. هو جزء من هذا التاريخ شئنا ام ابينا، ولن نستطيع بجرة قلم ان نمحو حقبته الغبراء من التاريخ كما ان من حق الاجيال القادمة ان تتعرف علي ذلك الرجل صوتا وصورة.. فهو الذي خان الله وخان الشعب.. اتركوا الشرائط المسجلة كما هي ودعوا الاعمال الدرامية كما هي دون حذف ولا تجعلوا رغبتكم في خدمة النظام الجديد تدفعكم لارتكاب جريمة تاريخية لا تقل بشاعة عن فترة حكم المخلوع. خوازيق الثلاثاء: منذ قيام ثورتنا المجيدة وانا امني نفسي بمسئول واحد في مصر يتحلي بالشجاعة ولا يخاف في الحق لومة لائم، ويصدر قرارا بازالة جميع الخوازيق المسماة بعين القط والتي تم غرسها في طول البلاد وعرضها كمطبات صناعية للتهدئة من السرعة المرورية، والحقيقة هي ليست مطبات اطلاقا وانما خوازيق مفتوحة الافواه وذات انياب وقواطع حادة لا تحقق اية فائدة تذكر اللهم الا تدمير اطارات السيارات والتعجيل بانهاء عمرها الافتراضي، والمفارقة هنا ان معظم قائدي السيارات يحرصون علي عبورها بمنتهي السرعة وذلك لتقليل اثارها المدمرة بقدر الامكان، بينما لو صادفهم مطب صناعي مبني بالاسفلت يلتزمون فورا بتهدئة السرعة لتصل الي ادني حد ممكن.. الحقيقة لا اعرف من هو ابن الحلال الذي اخترع هذه الاذية، وفرضها علينا ولكني اتساءل: لماذا الاصرار علي الخطأ طالما ثبت انه خطأ؟ ولماذا لا نتحلي بشجاعة الاعتراف بالخطأ والتحول فورا الي »الصح«.. فاذا كانت الحكومة جادة فعلا في العمل علي الحد من وقوع الحوادث والحد من السرعات المرورية العالية فيجب ان تستبدل فورا جميع المطبات المسماة بعين القط بمطبات اسفلتية حيث هي الوحيدة التي تجبر قائدي السيارات علي تهدئة سرعاتهم، اما غير هذا فلنا الحق ان نعتبر الحكومة بتهزر..