أثار ظهور أول مذيعة محجبة بنشرة الاخبار فاطمة نبيل بالتليفزيون المصري حالة جدل فهناك من رأي فيه نصر مبين للتيار الاسلامي في حين قيم آخرون الامر بأنه انتصار للحرية الشخصية وتصحيح لخطأ ارتكبه المسئولون السابقون عن الاعلام المصري بمنع المحجبات. وتحمل السطور التالية اراء الخبراء في ظهور المذيعة المحجبة علي الشاشة وهل سيكون الحجاب هو جواز المرور أم أن هناك معايير اخري تسبقه. تقول د. ليلي عبدالمجيد استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان اختيار المذيعة يعتمد في الاساس علي ثقافتها وقدرتها علي ادارة الحوار وأن تكون متمكنة من أدواتها ومدربة بشكل جيد كما يجب ألا تكون هناك مبالغة في مظهرها العام سواء كانت محجبة او غير ذلك هذا بجانب وجود لجان تراقب اداءها بمهنية بعيدا عن كونها محجبة من عدمه فهناك العديد من المذيعات المحجبات في القنوات العربية أثبتن كفاءتهن بها.. يقول د. صفوت العالم أستاذ الاعلام السياسي بجامعة القاهرة، المعيار الاساسي هو المهنية وقدرتها علي امتلاك ادواتها كمذيعة فقد نجد بقناة الجزيرة مذيعات محجبات ومحتشمات الا انهن يؤدوا دورهن بمنتهي المهنية ويتم ايصال المضمون من خلالهن وذلك لاستطاعتهن العمل علي قدر ثقافتهن وادوارهن كمذيعات بعيدا عن المظهر الخارجي فأحيانا قد يكون اهتمام المذيعة بشعرها ومكياجها بشكل زائد قد يبعد المشاهد عن متابعة ما تقدمه وعدم تركيزه علي الرسالة أو المضمون الا اني أري ضرورة وجود تناسق بين مضمون البرنامج والشكل العام للمذيعة التي تقدمه. ويؤكد ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي ان ظهور مذيعة محجبة من خلال نشرة الأخبار خطوة إيجابية وتصحيح مسار لخطأ كبير قام به النظام السابق فمن حق أي مذيعة محجبة أن تظهر عبر شاشة التليفزيون طالما لديها المؤهلات اللازمة من حيث قراءة اللغة العربية ومخارج ألفاظ سليمة وخلفية ثقافية وإلمام بالشأن العام كما انها قد اجتازت اختبار الكاميرا فما هو المانع في ظهورها. وذلك علي الرغم من ان هناك العديد من المذيعات قد ظهرن ببعض البرامج الاجتماعية مثل برنامج »زينة« الذي يبث علي شاشة التليفزيون المصري واري انها قد نجحت في ذلك فما المانع في وجودها بنشرات الأخبار إلا اني اخشي ان يتم فيما بعد تفضيل المذيعة المحجبة عن زميلتها من غير المحجبات دون الخضوع لمعايير الكفاءة وهذا قد ينشئ نوعا من الخلاف. الاعلامي حمدي الكنيسي يقول: بداية ارفض الاراء التي ربطت بين ظهور بعض المذيعات المحجبات علي شاشة التليفزيون المصري وبين فكرة اخونة الاعلام ومنها اخونة الدولة أو فرض فكر معين علي المشاهدين، فانا أري ان هذا القرار بظهور المذيعات المحجبات ما هو الا علاج لخطأ كان يسود في عصر الحكم البائد، فالحجاب من عدمه لن يضيف الي المذيعة فالفيصل في النهاية هو الاداء المهني الذي ستقدمه المذيعة علي الشاشة.