بعد 55 ساعة من الاشتباكات المتواصله بين قوات الامن والمتظاهرين بمحيط السفارة الامريكية احتجاجا علي الفيلم المسئ للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وللدين الاسلامي .. فرضت قوات الامن سيطرتها علي ميدان التحرير ومنطقة جاردن سيتي بعد ان فاجأت المتظاهرين في الساعات الاول من صباح امس باقتحام الميدان وطاردتهم في شوارع وسط البلد بواسطه المئات من الجنود و السيارات المصفحة وفي هذه الاثناء اتيحت امامها فرصة للقضاء علي الباعة الجائلين وخيامهم من ميدان التحرير حيث تم ازاله عشرات الاشغالات والفروشات والمخالفات التي قام بها الباعه وسط ترحيب من الاهالي و المواطنين الذين افتقدوا المنظر الجمالي للميدان منذ شهور وطالبوا بتعيين خدمات امنية بصفه دائمه لاعادة رونق الميدان الذي ظل قلب العاصمة .. وانتشرت قوات الشرطة والامن المركزي في ارجاء الميدان وتم تأمينه بشكل تام منعا لتجدد الاشتباكات مرة اخري . لم تمر سوي ساعات قليلة علي انتهاء مليونية " الا رسول الله " حيث كان الهدوء قد غطي انحاء الميدان بعد انصراف معظم المتظاهرين الذين شاركوا في فاعليات الجمعة ولم تلبث ان تتجدد الاشتباكات مرة اخري بمحيط السفارة الامريكية التي قامت قوات الشرطة بتحصينها جيدا حتي جاءت ساعة الصفر وبالتحديد الساعة السادسة صباحا لاعادة السيطرة علي الميدان واذا بقوات الامن مصحوبة بالمصفحات وعربات الامن المركزي التي كانت تقل مئات الجنود وافراد شرطة بزي مدني تقتحم الميدان من شوارع باب اللوق وميدان سيمون بوليفار وقصر العيني في عملية مفاجئة وتم مطاردة فلول المتظاهرين حتي كوبري قصر النيل وعبد المنعم رياض وشوارع وسط القاهرة وتمكنت القوات من القاء القبض علي عدد منهم.. وعقب ذلك اعادت الشرطة تمركزها بانحاء الميدان واصطفت سيارات الامن المركزي بشوارع محمد محمود وعمر مكرم وعبد المنعم رياض وباب اللوق كما توقفت عشرات الجنود بمداخل هذه الشوارع وايضا رجال المرور الذين عادوا لتنظيم الحركة المرورية بالميدان وفحص مخالفات السائقين.. وبعد اعادة السيطرة علي الميدان جاءت الفرصة لافراد شرطة المرافق ورجال الحي لتنظيف قلب العاصمة من الباعة الجائلين وخيامهم التي ذابت وسط خيام المتظاهرين والمعتصمين ليختفوا هؤلاء ولم يتبق غير خيام وفروشات البائعين لتطل براسها القبيح علي السائحين ورواد هذا المكان العتيق. وبالتنسيق مع قوات الشرطة بدأ عمال هيئة نظافة وتجميل القاهرة وافراد الحي وشرطة المرافق مهامها برفع بقايا وركام خيام وفروشات الباعة التي تم حرقها وتنظيف ميداني التحرير وسيمون بوليفار والشوارع المؤدية لهما وكورنيش النيل من اكوام الطوب والحجارة التي ملأت جوانبها ورش المياه كما تم رفع بعض المعدات والمتعلقات الخاصة بالبائعين من ثلاجات ومقاعد ومناضد استخدمها بعض الباعة في اقامة مقاهي عشوائية بالميدان وامام مجمع التحرير كما تبين انهم اقاموا شبكة كهربائية عشوائية من اعمدة الانارة لتشغيل التوصيلات التي يستخدموها في تشغيل تلك الثلاجات والمصابيح التي تضيئ خيامهم ومقاهيهم وهو ما ادي الي ضعف الانارة بشوارع الميدان ومنطقة وسط البلد. وصرح اللواء ياسين عبد الباري رئيس حي غرب القاهرة انه تم خلال الحملة رفع عشرات الاشغالات والاكشاك كما تم ازالة الاسلاك الكهربائية العشوائية التي اقامها الباعة ولوحات الاعلانات ولافتات المتظاهرين المسيئة للنظر.. واضاف ان هناك دراسة تم اعدادها بالتنسيق مع اساتذة بكلية الهندسة لتجميل وتطوير ميدان التحرير وتشمل شقين الاول زراعة الحدائق المنتشرة به بالاشجار والزهور والثاني وضع نصب تذكاري يحمل اسماء شهداء ثورة يناير بقلب الميدان مشيرا الي انه تم الانتهاء من الشكل النهائي للميدان بينما لم يستقر علي تصميم النصب التذكاري. وتعهد حافظ السعيد رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة خلال قيادته لحملة التنظيف باعادة الوجه الحضاري للميدان بزراعة المسطح الاخضر وطلاء جدران المباني المطلة علي الميدان والارصفة واصلاح شبكة الانارة واضاف انه اخذ تعهدات من الشرطة بوجود خدمات امنية بالميدان لمنع عودة الباعة الجائلين والحفاظ علي الاستقرار الذي تم انجازه. واشتكي المسئولون بالفنادق المجاورة للسفارة الامريكية اكثر الفئات التي تضررت من جراء الاشتباكات العنيفة بخلاف المحلات والشركات والبنوك ذ من الاضرار المادية التي لحقت بهم وانخفاض نسب الاشغال بعد ان هجرها السياح خوفا من تصاعد المصادمات وهربا من الغاز المسيل للدموع وهو ما جعل هذه الفنادق تغلق ابوابها وواجهاتها بالابواب الجرارة الحديدية خوفا من تحطم الواجهات الزجاجية.