بلا مواربة أقول إننا المصريون أمام مشكلة تعايش لم يعدد ممكناً تجاهلها .. فالحقيقة أن المسيحي ليكون مسيحيا لا يمكن أن يعترف بنبي الإسلام ويعتقد أن المسلمين كفار.. والمسلم ليكون مسلما عليه أن يعترف برسالة وبنبوة المسيح فقط بنبوته وبشريته.. وأن يؤمن بأنها "رسالة" المسيح قد حرفت وحتي بغير تحريف فقد هيمن عليها عنده الدين الخاتم المكمل للتوراة والانجيل، وهو يؤمن بأن المسيحي الذي يعتقد في المسيح رباً كافرا!! نحن إذن مجتمع من قسمين يكفران بعضهما، لكنهما تعايشان لأكثر من 1400 سنة، وليس في الأمر سر، فالشعب المكفر كله لم يكن فيه من يسب دين الآخر.. ولهذا انصهر القسمان بمبدأ الأرض للجميع والدين لصاحبه وعنده الحساب. والمسلم لا يمكن أن يسب المسيحي فعنده هو نبي مرسل، وربما هذا ما شجع أبناء الزنا علي الإساءة لنبي الإسلام وهم واثقون بأن المسلم لن يتخلي عن دينه بإساءة للمسيح. نسي أقباط المهجر دين المحبة وراحوا يشيعون الكراهية حقداً علي دين أعجزهم بيانه تماماً كما عجزوا عن تسويق إفكهم، لم يجدوا إلا الافتئات علي الإسلام ورسوله متصورين أنهم بذلك سيلهون الناس عن نور الحق. أتفق مع من رأي أن الفيلم المسئ الذي أنتجه رقعاء مأفونون من خنازير المهجر هدفه تفجير فتنة مدمرة لا تبقي شيئا علي حاله، وبهذا قالت حتي الكنيسة.. لكن ذلك لا يعني أبداً أن نتعامي ونتراخي في دفاعنا عن حبيب كل المسلمين، متصورين أن بذلك تمر الأمور وكأن لا شيء بيننا يدور أو أن شيئاً بنفوسنا لم يتحرك طلباً للثأر.. فبوضوح أقول إنه ليس لأمثالهم بمعايير المواطنة قبل الدين إلا الموت وأينما كانوا، ليعتبر الكافة فالمسلمون ليسوا خانعين وهؤلاء ليسوا اتباع دين ينشد للأرض السلام وللناس المسرة. هكذا نتعايش!!