المسألة ليست في الجلباب ولكن في المعني الذي يمثله الجلباب ويعبر عنه، المسألة في توظيف الملابس بدلالتها المختلفة، والرسالة التي ينطوي عليها استخدامها، فالفارق بين زي، وزي آخر، هو ما يدل عليه من معني، وما يكشف عنه من شخصية صاحبه.. ثقافته، ومكانته، وأيضا معتقداته وأفكاره.. الملابس علامة دالة، تتجاوز بالتأكيد استخداماتها الوظيفية المباشرة، لتتحول إلي رموز وإشارات ودلالات.. وعندما يقوم المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ الجديد، بتفقد المستشفيات بالمدينة، مرتديا الجلباب الأبيض، نكون أمام رسالة صريحة، ومعني واضح الدلالة.. وعندما يصرح، بأن وظيفته كمحافظ ليست لحل المشاكل وتحقيق الاستثمارات، وأنما هي الدعوة الي سبييل الله، تتأكد الرسالة، ويتضح المعني.. وكان أول أمس، بعد أن انتهي المحافظ سعد الحسيني من صلاة الفجر، خرج مباشرة في زيارة ميدانية مفاجئة لمستشفيات كفر الشيخ »مستشفي كفر الشيخ العام، ومستشقي العبور التابعة لهيئة التأمين الصحي«، مر علي عنابر المرضي، وأستمع الي مشكلاتهم، التقي بالأطباء والممرضات، وتفقد أحوال المرضي والمستشفي.. اللافت بالطبع في الزيارة الرسمية للمحافظ، هو حرصه علي ارتداء الجلباب، في سابقة هي الأولي بالتأكيد، خاصة في إعلانها الصريح والسافر عن دلالتها الدينية، ورغبة المحافظ في ممارسة معني وظيفته ،كما يفهمه، وهو هداية الناس ودعوتهم الي سبيل الله!!.