مصطفى بلال عندما ينقطع التيار الكهربائي، يعم الظلام.. ويصبح البصير كالأعمي.. وفي الظلمات تتعدد المصادمات، والصدامات، ويكثر التخبط واللغط!! والظلمات الأشد ضررا هي استمرار التجاهل التام لحق الشعب المصري في التنوير والمعرفة، وتواصل سوداوية شاشة عرض البيانات وحجب الحقائق والمعلومات عن الناس والاستمرار في حاله من انعدام الشفافية، والمكاشفة، والصراحة.. ومع هذا المناخ السيئ تنتعش سوق الشائعات، وتروج بضاعة القيل والقال، وإلصاق التهم الباطلة بالشرفاء!! كنت وغيري من شعب مصر، أتمني مع بدء الاستقرار النسبي لحالة الدولة المصرية أن تشرع قيادة السفينة في بث روح الألفة والمحبة والمصداقية وإعلاء الحقائق بين الركاب حتي تتمكن السفينة من تخطي الأمواج وقهر الصعاب والوصول لبر الأمان!! .. والصورة القاتمة ذات خلفيات ومرجعيات تعود لأيام قليلة مضت وتحديدا قبيل انطلاق مدفع افطار الأحد الماضي حيث أصدر الرئيس مرسي حزمة من القرارات »السوبر« بإحالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان للتقاعد. وما كاد الخبر ينتشر بين ركاب السفينة حتي تفرق الجمع وانقسم الشعب المصري إلي حزبين . الأول أعرب عن سعادته لاسقاط حكم العسكر كأحد مطالب الثورة، وان القرارات جلبت الفرحة وحلت بالسعادة علي الشعب.. وكأن العسكر »سُبّه«.. كما يقول أنصار الحزب الثاني.. هل هؤلاء العسكر أبناء مصر أم قوة احتلال؟.. وأضافوا: نحن شعب سرعان ما نفقد الذاكرة لسوء التغذية تارة، ولنقص الأكسجين تارة ثانية، ولثقل الهموم في كل الأحوال.. تساءل أبناء الحزب الثاني هل تناسي أولئك دور »العسكر« أي رجالات الجيش المصري في حماية الثورة والثوار والالتزام بما عاهدوا الله والشعب عليه حتي تسلم د. مرسي رئاسة الجمهورية. وإلي هنا وقد تكون الأمور عادية، تلاسن بالكلمات وخلاف في الرأي.. لكن أن تصل إلي حد نشر الشائعات التي تنخر في »عضم السفينة« لتغرق.. فهذا هو المرفوض. أحد قيادات حزب الحرية والعدالة تعقيبا علي القرارات قال: »انها أحبطت مخططات الثورة المضادة«!! ثورة مضادة من من.. وضد من؟! البعض الآخر انطلق في الهواء، وقال: ان حزمة القرارات جاءت لاحباط محاولة انقلاب عسكري توقيته مع جمعة لا للإخوان يوم 42 أغسطس الحالي!! والبعض الآخر يبدو أن جرعة المخدر كانت عالية في دمه فراح يردد أن بعض أعضاء المجلس العسكري الذين تمت تزكيتهم في القرارات الأخيرة هم الذين أبلغوا الرئيس بما يعد له يوم 42 أغسطس!! بل ان البعض ادعي ظلما وبهتانا أن المشير والفريق قيد الإقامة الجبرية.. وهي الجزئية الوحيدة التي تكرمت وتفضلت علينا رئاسة الجمهورية بنفيها!! وأين كانت الرئاسة من سيل الشائعات السابقة؟ واتهامات بالباطل وصلت إلي حد التخوين والخيانة لأناس هم الأكثر حرصا وخوفا علي وطنهم مصر من أي شخص آخر!! يا مؤسسة الرئاسة، ومجلس الوزراء: المكاشفة والصراحة وإعلاء صوت الحق، ونشر الحيثيات أقصر الطرق لوأد الفتنة.. والبديل هو الاستمرار في نفس الأداء في عهد مبارك ونظيف!! حفظ الله مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن.