صبرى غنىم لا أعرف سببا لكراهية البعض اتجاه رئيس الحكومة مع أن الرجل لم يختبر بعد حتي نصب هجومنا عليه قبل أن يبدأ.. هل لأن قدره جاء به رئيسا للحكومة وهو لايحمل مؤهلات رجل الدولة.. أو سوء حظه أنه أتي قبل الهجوم الاجرامي علي رفح بأيام من استلامه عمله كرئيس للحكومة حتي نضع في رقبته مسئولية أبنائنا الشهداء الذين راحوا ضحية هذا العمل الجبان ويكون نصيبه وصلة من حملة الغضب والاهانات التي تعرض لها يوم تشييع جنازة الشهداء. قد يكون حظ الرجل سيئا فعلا لأنه أتي في ظروف صعبة حتي يكون المسئول عن انقطاع الكهرباء.. وهذه هي عاداتنا كمصريين نلقي الاتهامات والتقصيرات علي أي مسئول حتي ولو كان حديث العهد في موقعه.. .. بالله عليكم ماهي مسئولية رئيس حكومة بدأ عمله " بسم الله الرحمن الرحيم..".. يعني الرجل كان يسأل الله أن يعينه علي إدارة شئون البلد لأنه يعلم أن البلد في حاجة الي " عنتيل " بخبرة عجوز مثل الدكتور الجنزوري وكون أنه يستعين بالله فهذا ليس ضعفا ولكنه ايمان وتقوي علي أن الله سبحانه وتعالي هو المستعان به في كل عمل ناجح.. ولذلك من حقه أن يطالبنا بأن يأخذ فرصته، فقد يكون أفضل رؤساء حكومات أطلّوا برؤوسهم علينا.. ودهنوا الهوا دوكو.. ووعدونا بالجنة بعد أن باعوا هويتنا المصرية بتمليك أراضينا ومصانعنا للأجانب تحت اسم الملعونة " الخصخصة ".. -علي أي حال .. ما نعرفه عن الدكتور هشام قنديل هو القليل لأن الرجل علي أيام النظام لم يكن معروفا رغم أنه يحمل وسام الجمهورية تقديرا لعلمه ونبوغه كرئيس لقطاع مياه النيل.. وربما يكون عمله مع الجانب الافريقي منعه من أن يكون مشهورا في زمن تجاهلت مصر كل ما يتعلق بالمجلس الافريقي للمياه أو مرفق المياه الافريقي رغم الجهود التي بذلها قنديل لكي يأخذ هذا المجلس مكانته لتنمية الموارد المائية والري بالقارة الافريقية.. - وكون أن يبقي هشام قنديل في بنك التنمية الافريقي ويصبح كبيرا لخبراء الموارد المائية ورئيسا لقطاع النيل ولا تعرفه الاقلام .. هذا ليس ذنبه لأن الاقلام اعتادت أن تتناول الشخصيات التي لها بريق علي الساحة حتي ولو كان أصحابها " بهلونات " في سيرك السياسة.. أما رجل مثل قنديل وهب حياته من أجل توفير شربة ماء لنا فالمفروض أن نسانده وعندما يصبح رئيسا لحكومة مصر نأخذ بيده.. - الذي أعجبني في حكومته أنها خليط من التيارات السياسية ليس لأنه بلحية فاشترط علي الوزير الذي يعمل معه أن يكون بلحية مثله.. وهنا أصدق القول وهو يعلن أنه لا ينتمي الي حزب ديني علي الاطلاق وليس معني أنه متدين يصبح من الاخوان .. ثم لماذا نعترض علي الاخوان ورئيس الجمهورية " إخوانجي " ومع ذلك نجح مع قنديل في توليفة وطنية تتبني اهداف الثورة.. ..لذلك لم يعد غريبا علي مسمعي عندما أسمع أن وزير الكهرباء في حكومة قنديل يصرخ ويستغيث بالأجهزة الأمنية لحماية الشبكة الكهربائية من سرقة الكابلات مع أن في قدرته المطالبة بتغليظ عقوبة سرقة الكابلات حتي ولو انتهت بالاعدام لأن السارق يعدم حياة المواطن المصري عندما يحدث شللا عام بسبب انقطاع الكهرباء .. - وكون أن وزيرا آخر مثل الدكتور محمد رشاد المتيني وزير النقل يطالب بتفعيل القانون بالنسبة للمتظاهرين الذين يقطعون السكة الحديد والطرق .. معني الكلام أن الوزير دخل الوزارة علي الحامي .. يعني مفيش وقت للهزار أو " الطبطبة " .. فهو لن يسمح بتوقيف القطارات .. .. لقد أعجبني وزير التموين وهو يعلن أنه يعمل مفتش تموين وليس وزيرا .. بمعني أن الرجل ترك مكتبه وانتقل الي الطبيعة يتنقل بين المخابز حتي يطمئن الي صناعة رغيف خبز يصلح للاستخدام الآدمي .. .. وكون أن الحكومة تأتي بشبان لم يتوقع أحد أن يحملوا هذه الحقائب الوزارية.. فرئيس الحكومة هو أحدهم وقد كان اسمه مفاجأة للشارع المصري .. من هنا أصبحت العيون تتجه الي كل شخصية ترافق رئيس الدولة في مأمورياته الي الخارج لأن التقارب يجعله قريبا من الشخصية والعقلية وما حدث مع الدكتور هشام قنديل أتاح الفرصة لرئيس الدولة أن يتعرف علي ما يحمله الرجل من علم وقدرة علي العطاء ، وكون أنه لم يمارس مهام ضخمة مثل ادارة شئون الدولة ، ليس معناه انه لايستطيع .. ولكن بعد أن يأخذ فرصته دعونا نحكم علي قدراته .. فقد يخلف الظن ويصبح هو الرجل المطلوب لهذه الفترة الصعبة..