الاسلام لايعرف العنف، ومشكلتنا اننا لم نفهم صحيح الدين، ولذا تجدنا منقسمين، فريق في المنصة وفريق في التحرير، وكل يتوعد الاخر ببحور من الدماء، أحزاب وائتلافات وجماعات متنافرة متناحرة وكل يتبع هواه ويسعي لإزاحة الاخر طمعا في سلطة وسلطان، لا احد يسمع ولا احد يعي ، ما أحوجنا اليوم الي العودة لمصدر الهداية نبي الاسلام محمد" صلي الله عليه وسلم" الذي ارسله ربه رحمة للعالمين ، وليخرج الناس من الظلمات الي النور، نتأسي بسنته قولا وعملا، فماذا أخبر نبينا عن هذه الايام حالكة السواد؟ التقي صلي الله عليه وسلم يوما بالصحابي الثائر ابو ذر الغفاري وسأله يا ابا ذر كيف انت اذا ادركك أمراء يستأثرون بالفيء؟ قال والذي بعثك بالحق لاضربن بسيفي ، فقال له الرسول افلا ادلك علي خير من ذلك، اصبر حتي تلقاني . حفظ ابو ذر الوصية ، وبعد وفاة ابو بكر وعمر وتولي عثمان بن عفان الخلافة اخذت الدنيا بعض الولاة واصبح لهم قصور ومزارع، وخرج الصحابي الثائر يحذر الولاة وينتقدهم ويجاهر بمعارضتهم ، وجاءه وفد وهو في الكوفة يسألونه ان يرفع راية الثورة ضد الخليفة فزجرهم وقال والله لو أن عثمان صلبني علي اطول خشبة او جبل أو سيرني ما بين الافق والافق او ردني الي منزلي لسمعت واطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيرا لي ، واستدعاه الخليفة عثمان بعدما شكا منه معاوية وامره بالبقاء في المدينة لكنه استأذن في الخروج للصحراء فأذن له ، جاءه اجله ووجد زوجته تبكي فسألها فيم البكاء والموت حق ؟ قالت لانك ستموت وليس عندي ثوب يسعك كفنا ، فقال اني سمعت رسول الله وانا عنده في نفر من اصحابه يقول ليموتن رجل منكم بفلاة (صحراء) من الارض تشهده عصابة من المؤمنين وكل من كان معي مات بين اهله ولم يبق غيري، فاضت روحه وظهرت جماعة من المؤمنين علي رأسهم الصحابي عبدالله بن مسعود وقاموا بدفنه والصلاة عليه.