حمدى رزق طاولة الحوار المطلوبة لا تحتاج أجندات مسبقة، ولا تكتيكات سفلية، ولا ألعاب من تحت الطاولة أو من فوقها، طاولة حوار وطنية عنوانها الشفافية والمصلحة الوطنية، طاولة علي قارعة طريق الوطن، طاولة تسع كل الفرقاء، فيها مقعد لكل وطني يروم السلامة لمصر الكنانة. نسمع عجبًا، مع الإخوان يتحاورون وفي ميدان التحرير يصيحون، عجبًا لبعض القوي السياسية الانتهازية، التي تحاور من وراء نفسها، تحاور من وراء قواعدها، أو بالاتفاق، توزيع أدوار، نحن نحاور ونناور وأنتم تثورون وتهددون بالويل والثبور، لا أفهم كيف تحاورون وتهددون في آن، كيف تصافحون باليد وتمسكون بخناق البلد، تكتب علي ورق أبيض وتخفي أجندة، تجلس إلي الحوار بسلام، وتتمنطق بأحزمة متفجرة، لتفجير الحوار، تحاور محتميًا بدروع بشرية، متسلحًا بقنابل بشرية، سنة الإخوان يتبعها الغاوون، الإخوان يكتوون بنار الحوار، التي كانوا عنها عازفين. نفر منهم يحاور سرًا وعلانية، يحاورون علي طاولة في مكتب الإرشاد، ويرفض الرئيس علي الفضائيات، جماعات توافق صباحًا وترفض ليلا في برامج المساء والسهرة، تطلب قضمة من الكيكة، وتنذر للثوار صومًا في ميدان التحرير، تجلس السبت في المقطم (مقر الجماعة) مقدمًا، وتنتظر الأحد في الاتحادية (القصر الرئاسي)، تزعم خشية علي مصالح البلاد والعباد وتعطل مصالح البلاد والعباد، تزعم نصحًا، وتضمر شرًا، تتداعي إلي الحوار بغرض تخريب الحوار، تحاور بوجوه وتسفسط بوجوه، وتخرج علينا من ميدان التحرير وجوه، ماسكات، ألا شاهت وجوه المغرضين. يتبغددون، يطلبون ثمنا للحوار، منصبًا، نائبًا علي الأقل، ومساعدا في أغلب الظن، يتلكؤون، يتهادون، يتبخترون، يصعرون خدهم للإخوان، وينتفشون في وجه المصريين، يفرضون أجندتهم علينا فضائيا، يبالغون في مطالبهم الوطنية، سادرون في غيهم ويعمهون، ويهددون بثورة ثانية، يطلبون ثمنا غاليا ، ثمن تدفعه مصر صاغرة، ألا لعنة الله علي القوم الظالمين. إذا خلصت النوايا فإن طاولة الحوار ليست إخوانية، طاولة وطنية يتداعي إليها الحادبون علي البلد، طاولة تجمع لاتفرق ، ليست مطية لأحد يركبها ويدلدل رجليه، قطعت قدم تمتد في وجه مصر، طاولة يجلس عليها المصريون سواسية كأسنان المشط، لا فضل لمصري علي مصري، ولا قبطي علي إسلامي، ولا وفدي علي إخواني، ولا ثوري علي نظامي إلا بحب مصر، طاولة الحوار المطلوبة عاجلا، طاولة واجب، طاولة نداء، يجب أن تمد، يجب ألا يتأخر عنها أحد، لا يتخلف عنها أحد، لا يستنكفها أحد، لا يستخفها أحد. طاولة الحوار ليس سماطًا للأكل المجاني، لا يدعي إليها المتطفلون، أشعب (كبير المتطفلين) وأخوته صار يستحثون الخطي نحو المائدة العامرة بالمطالبات، والمناصب، يحجزون دورا مقدما، طاولة الحوار ليست مشربا في صحة الوطن، ليست اعتذارًا لأحد، ليست طاولة لحساب لأحد، ليست لحساب الإخوان، ولا فلان ولا علان ولا ترتان، طاولة لحساب مصر، من يدفع الحساب لمصر مرة، ويقول علي حسابي، من حسابي، متطوعا، طاولة وطنية تجمع الفرقاء علي كلمة سواء، كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فرع مصر في السماء، كلمة مصر الطيبة تقال علي المائدة، لا تزايد، ولا تغالط، ولا تغالب، ولن يشاد الوطن أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وسدوا الفرج وصلوا في حب الوطن صلاة مودع، الوطن علي الحافة، مصر علي الحافة، علي شفا جرف هار. للمتلكئين، والمترددين، والمتبخترين، والمترفعين، والرافضين، المسفهين، نقول وأجرنا علي الله، ليست هكذا تورد الإبل، ليست هكذا تترجم الثورات إلي فعل أمر، ترجمة ميدان التحرير يجب أن تكون ترجمة أمينة يقوم عليها وطنيون، واقعيون لا يبحرون في الأحلام، لا يجدفون في دين الوطن، ولا يتعالون علي أياد ممدودة بالحوار، تحاوروا تصحوا، تحاوروا تفاهموا إني مباه بكم الأمم التي ثارت من أجل حرية وكرامة وعدالة، طاولة الحوار المطلوبة ليست مكانا للمزايدات الحزبية، ولا للفواتير الطائفية، ولا لتصفية حسابات مرحلية، أجندة الحوار تبدأ من الصفر الوطني، الإجماع الوطني، سلامة الوطن، فرض عين، وفي هذا فليتنافس المتنافسون. طاولة الحوار يقوم عليها رجال وطنيون ثقاة ليست مصيدة إخوانية للقوي السياسية، ليست تفريغا لأحلام وطنية في العدالة والحرية والديمقراطية، ليست التفافًا علي ميدان التحرير ولا إجهاضًا لحمل القوي الوطنية البريء، ليست طاولة مساومات ولا مقايضات ولا توزيع مناصب وأدوار، الرئيس مرسي لا يحمل كيكة لكل فيها نصيب، لا يوزع شربات في مأتم الوطن، لا يوزع لحوم الأضحية، الرجل يحمل مشروعًا يقال إنه النهضة، حسنًا مع الرئيس مرسي حتي باب الاتحادية، والفترة الرئاسية تكدب الرئيس، لكن ما نبحث عنه مستقبل شعب، خرج ثائرًا، وينام غاضبًا، ويصحو محبطًا، ما نتطلع إليه مصالحة وطنية من شخصيات وطنية مدفوعة بغيرة مصرية، ضميرها يأبي الانهيار الوطني، حسها الوطني يرفض ضياع البلد، يحافظون عليها من غدر الغادرين، تحاوروا يرحمكم الله.