خالد جبر لاشك ان اختيار وزير الري المهندس هشام قنديل رئيسا للحكومة الجديدة له معان كثيرة في الشارع المصري. فهو رجل ينطبق عليه بحق وصف »تكنوقراط« وهي تعني حكم المتخصصين أي رجل لا يملك سوي علمه وعمله ولا ينتمي لحزب أو جماعة أو قبيلة أو أي تصنيف آخر، بمعني آخر.. ان شغله فقط هو الذي أهله لهذا المنصب.. وكنا قد طالبنا.. كما طالب الكثيرون الدكتور مرسي ان يسرع في اختيار رئيس الحكومة.. فالمائة يوم مر منها ما يقرب من شهر ولم يتحقق تقريبا أي شئ مما وعد به الرئيس الناس في برنامجه الانتخابي لأن الحكومة علي كف عفريت لا تدري هل هي مستمرة أم لا.. كذلك المحافظين وكل الجهاز الإداري للدولة.. ورغم اننا لا نعلم علي أي اساس اختار الدكتور مرسي رئيس الحكومة الجديدة.. إلا أننا لا نود ان نسبق الأحداث.. لذلك فإننا نعتبر ان هذا الاختيار هو خطوة طيبة نحو الاستقرار.. وهذا الاختيار تحديدا سوف يقلل كثيرا جدا من أي جدل حول رئيس الحكومة.. لان أحدا لا يعرفه.. لا الشارع.. ولا برامج التوك شو التي اعتادت الاصطياد في المياه العكرة.. بالمناسبة هي ايضا التي تعكرها. أي اختيار آخر كان سيفتح أبوابا من الجدل والكلام الفاضي والمليان.. حتي لا يستطيع رئيس الحكومة أن يلتفت لعمله وسيتفرغ بالقطع للرد علي هذا وذاك، ولكن المهندس هشام قنديل رغم انه يطلق لحيته علي طريقة الجماعة- إلا انه رجل جاد ويعمل في صمت.. وأمامه ملفات عديدة مهمة.. أهمها بالطبع ملف مياه النيل والعلاقات مع دول حوض النيل في ظل المتغيرات الأخيرة. نأمل ان ينتهي رئيس الحكومة الجديد من تشكيل حكومته في أقرب وقت حتي تتمكن من تحقيق الوعود التي وعد الرئيس بها الشعب.. واتمني ان يكون الاختيار طبقا للكفاءة وليس الانتماء الحزبي.. والكفاءة وحدها هي الطريق للنجاح.. بينما الاختيار الحزبي هو الخطر الذي يهدد أي حكومة.