حينما تم تعيين الدكتور محمود أبوالعيون أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق محافظا للبنك المركزي كان في الخمسينيات من العمر وقدا سترعي انتباهي في ذلك الوقت أنه يعتبر أصغر من تولي هذا المنصب الكبير فبحثت عن السر وراء ذلك الاختيار من خلال تحقيق صحفي نشر بجريدة الاخبار استطلعت من خلاله راء جهابزة الاقتصاد الذين شهدوا له بكفاءة عالية وقدرة علي اجتياز الصعاب .. تخصصه العلمي والعملي في إدارة الاقتصاد القومي وقبل ذلك فهو من الذين يمتازون بالرأي الحر والرؤية المستقبلية ولهذه الاسباب وغيرها لم يعمر د. محمود أبوالعيون كثيرا في ذلك المنصب واستبعده عاطف عبيد رئيس الوزارة في العهد البائد سريعا سريعا بينت ملابسات ذلك الاستبعاد في حوار أجريته معه ونشرته الاخبار بعد ثورة 25 يناير المجيدة. وحتي صباح أمس كان اسمه يتردد بكل قوة مرشحا كرئيس لأول حكومة مدنية يتم تشكيلها في مصر بعد ثورة 52 يناير، فقد التقي الرئيس محمد مرسي د. محمود أبو العيون محافظ البنك المركزي الاسبق مرتين، وأشارت كل التكهنات إلي أنه الأقرب لتشكيل الحكومة. »الأخبار« أجرت هذا الحوار مع د. محمود أبو العيون قبل ساعات من الإعلان رسميا عن القرار الرئاسي بتكليف د. هشام قنديل وزير الموارد المائية والري بتشكيل الحكومة. محاربة الفساد تعيد للشعب المصري 25٪ من موارده كل التكهنات كانت تشير إلي أنك الاقرب لمنصب رئيس الحكومة الجديدة وقد قابلك د مرسي مرتين فماذا دار بينكما وما هي انطباعاتك أو مخاوفك التي خرجت بها من ذلك اللقاء؟ فعلا إلتقيت مع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مرتين المرة الاولي كانت جلسة تعارف. تعارف اية يادكتور وانتما من جامعة واحدة وهي جامعة الزقازيق!! صدقيني أنا لا أعرف دكتور مرسي قبل هذه الجلسة إطلاقا وعمري ما تقابلت معه قبل يوم 7 يوليو 2012 وقد شد انتباهي فيه بساطته ذلك الشئ الذي فتقدته وعانيت منه كثيرا عندما تعاملت مع الرئيس السابق حسني مبارك فقد كان يبدي لك أنه العالم بكل شئ والعليم ببواطن الامور لكن دكتور مرسي كان شديد البساطة وظهر ذلك من خلال اكثر من حاجة دارت في الحديث بيننا والتي شعرت منها أنه راغبا في إحقاق الحق وهو شئ طبيعي علي ما أعتقد لان من وقع عليه الظلم لا يمكن أن يظلم ولذلك أنا اعتقد ان المرحلة القادمة لن تكون مرحلة ظلم أبدا لقد ذاق السجون في العهد البائد وأتمني ألا يظلم أحد مستقبلا والتأكيد علي بساطته أيضا هو اعتذاره عن تعطيل الامتحانات قبل بدايه محاضرته بجامعة القاهرة وهذه ايضا بادرة طيبة من رئيس الجمهورية الذي يقول للطلبة أنا أسف إني عطلتكم ومن الاشياء التي شعرت بها أثناء الحديث معه أنه إنسان علي سجيته مهموم بهموم البلد أقول ذلك دون مراء أو نفاق وحينما تحدثنا عن القضايا الاقتصادية قال لي (انت عارف طبعا اللي إحنا فيه) لا تزلفا ولا نفاقا كم من الوقت مر في تلك الجلسة وأود معرفة تفاصيل أكثر؟ الجلسة كانت ساعة زمن وكلها كانت عبارة عن أسئلة وأجوبة عن أمور بعينها واستفسارات عن أوضاع معينة في البلد وقد أجبت عليه بمنتهي الحرية ولم أخفي عنه شيئا علي الاطلاق فانا معروف عني التلقائية والجرأة في الرأي لكن أصدقك القول بأنني لاول مرة أشعر أنني مستريح وأنا جالس مع رئيس الجمهورية واعتقد أنه لو جلس مع أي إنسان أخر فسوف يشعر بنفس الشعور الذي انتابني معه من راحة وإطمئنان طبعا هناك من سيعتبر كلامي هذا تزلفا أو نفاقا للتقرب من الرئيس ولكني أستبقهم القول بأن هذا هو رئيس جمهورية مصر العربية ورئيسنا لمدة 4 سنوات ولابد أن نقف وراءه من أجل مصر مهما ختلف فكرنا معه أو مع الاخوان المسلمين أو التيارات الاسلاميه أو ختلفنا معه في مواقف معينة لقد اختارته مصر ونريده أن يكون حاكما عادلا يقف ضد الفساد المستشري بالبلد ويحاربه لان محاربة الفساد ستعيد للشعب المصري أكثر من 25٪ من موارده نريد منه تحقيق الاستقرار السياسي والامني لان التنمية الشاملة والمستدامة لن تتحقق بدونهما. حدثني عن مخاوفك من منصب رئيس وزراء ولاي تيار أو حزب تنتمي؟ وهل مصر تحتاج في هذه الفترة اي وزارة من التكنوقراط؟ أم وزاراء ينتمون لاحزاب سياسية أو تيارات دينية؟ لا يوجد شئ يخيفني الحمد لله انا مؤمن والمؤمن لا يخاف وطوال عمري الذي مر في مصر وعمري الذي مر خارجها وانا في مجال تحليل الاقتصاد ومعرفة مشاكله ومحاولة علاج ما فيه من نضوب لكن في نفس الوقت يحتاج الامر إلي إقتصادي لايكفي أن يكون ماهرا أو متمكنا علميا وتطبيقيا فقط الامر يحتاج الي فدائيا والفدائية هنا سببها أنه لن يرضي أحدا سواء كان مسعاه جيدا أو غير جيد. دكتور نحن في مرحلة إنقاذ فمن يري في نفسه القدرة فلا يجب باي حال من الاحوال أن يتردد. عندك حق ولكن إنقاذ البلد لن يكون بيد واحدة اقتصاد البلد يحتاج الي تألف وتحالف كل المصريين ثانيا أنا لا أنتمي الي أي حزب سياسي أو ديني انا مستقل وحفاظي علي إستقلاليتي هذه جعلتني مستقلا في الرأي ومستقلا في افكاري ومستقلا في نصائحي حينما أقولها لمن يريد الاستفادة منها أما عن احتياج مصر لوزارة من التكنوقرط فتلك الكلمة لا تعني انهم نظريين كما يفهم بعض الناس التكنوقراط ليس شرطا أن يكون أستاذا جامعيا ولكن أن يكون حرفيا ومن الافضل لمصر في الفترة القادمة هو ذلك الحرفي الذي يعمل بيده وليس هو الذي يقوم بالتنظير أو إلقاء المحاضرات أو الذي إبتعد عن التطبيق لفترة طويلة بصراحة أكثر مصر الان تحتاج إلي شخص وعفوا للتعبير اتسخت يداه بتراب مصر) فلابد أن يكون يدرك جيدا ما هو الموقف الحالي بالفعل وما هو المطلوب والمطلوب معروف (عيش.. حرية.. وعدالة اجتماعية) وكل هذا لن يتحقق إلا بمبدأ واحد.. وهو الوفاق الوطني ذلك المبدأ الذي نتمني أن يتحقق ولو تحقق ذلك الوفاق الكل سوف يجمع علي أننا قد فاتنا الكثير وحان الان وقت الانطلاق وبسرعة. وماذا عن الجلسة الثانية مع رئيس الجمهورية حدثني عما دار بها؟ طلب مني الرئيس محمد مرسي تشكيل الوزارة وطلبت منه أن استخير ربي وأستشير أسرتي وبأمانة فأنا لست راغبا ولا عمري فكرت فيها لاني باعتبر نفسي إنتهيت من العمل العام وإذا كان الناس يعتبروا ان العمل العام ضريبة فقد أديتها وانتهيت منها وقد قلت للرئيس مرسي هذا الكلام فأنا أفضل ما أكون الان هو إ عطاء النصائح وأنا معتز بمهنتي كأستاذ جامعي وقلت للرئيس محمد مرسي كنت أتوقع منك أن تكون أنت أول رئيس للوزارة مثلما فعل الرؤساء السابقين. هل يعني ذلك أنك اعتذرت للرئيس بلباقة؟ لا تعليق. تحرري التوجة ما هو موقفك من مشروع النهضة الذي يطرحه الاخوان المسلمين والذي يتجه نحو الرأسمالية؟ مشروع النهضة للاخوان المسلمين هو مشروع جيد لو قراناه اما أنا توجهي وفكري تحرري وأميل الي الحرية الفردية وأحبذ النشاط الخاص ولا أحبز النشاط العام طالما هذا النشاط العام لا يلعب في ملعب الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود والمطلوب من النشاط العام فقط أن يقوم بدور التكافل الاجتماعي فإذا وجد هذا الدور وقام به خير وبركة ما المانع في ذلك لكن الفرد هو أساس بناء المجتمع سواء كان هذا الفرد منتجا أو مستهلكا أو موزعا أو أي مكون للنشاط فالفرد هو الاساس. وهل هذا التوجه يحقق العدالة الاجتماعية التي قامت الثورة من اجلها؟ خاصة أن الفرد هذا غالبا ما يكون قادرا.. متحكما محتكرا يسعي لتحقيق مصلحته أولا قبل مصلحة المجتمع. لا.. لا اطلاقا وإلا عدنا مرة أخر لما كنا عليه منذ 7 سنوات حينما كان الرأسماليين بيدهم الامر لكن ما أقصده هو تضافر قوي المجتمع فأي مشروع لايمكن أن يتم أإلا بتضافر قوي المجتمع ولكن أي إقتصادي يريد أن يدفع البلد الي الامام لابد من السماح ببزوغ المبادرة الفردية وخروجها الي حيز التنفيذ من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم ومتناهية الصغر أيضا من خلال جمعيات النفع العام التي من خلالها فتحت بيوت كثيرة وتلك الجمعيات التي تدفع نقودا للغارمين والغارمات أو تساعد علي وصول المياه لمنازل محرومة منها ومن الصرف الصحي.. ومنها من يعالج مشاكل الناس الاجتماعية فالنشاط الخاص ياتي من تفاعل الناس كلها. هل يستطيع الفرد ان يقدم علي إنشاء مشاريع ثقيلة ومهمة للبلد مثل الحديد والصلب والمصانع الحربية والغزل والنسيج؟ وما مصير تلك القاعدة الصناعية الثقيلة التي إنشئت في فترة الستينيات وما أدراك ما الستينيات!!؟ كل هذه القاعدة الصناعية موجودة وايضا الصناعات التحويلية وهي قاعدة صناعية ثقيلة وتعتبر من ايجابيات الستينيات لكن في تلك الفترة الفرد فيها لم ينطلق بسبب كبت الحريات وعدم شعور الفرد بحريته خوفا من التجسس والاعتقال فكل من كان فكره لا يتسق مع فكر النظام في ذلك الوقت لم يكن له وجود ولذلك حدث كثير من التلون لكثير من الناس الذين ليس لهم أصلا علاقة بالاشتراكية أو الفكر الناصري وتمسحوا بفكر عبدالناصر ومن هنا ظهرت جمعيات المنتفعين والتي ظهرت بعد ذلك انها أستفادت من حكم عبدالناصر وهي اكثر ما أساء للستينيات ومع ذلك أنا لا أطالب باختفاء القطاع العام فهناك فرق بين القطاع العام الحكومي والقطاع العام (شركات) وما أقصده بعمل القطاع العام لدور التكافل الاجتماعي هو ان الحكومة يجب أن تلعب أيضا مثل هذا الدور إنما القطاع العام (الشركات) يجب ان يتم إدارته بفكر الشركات ويكون أيضا هناك فصل بين الملكية والادارة فالدولة هي المالكة والادارة يجب أن تكون محترفة والعمالة تعمل بعقود للعمل وهذا ما يجب ان يكون من وجهة نظري بل أنا أوكد علي ضرورة عوده قلاع الصناعة المصرية للعمل بكامل طاقاتها لتستوعب البطالة الرهيبة الحالية أما عن تحقيق العدالة الاجتماعية فهي ليست فقط في الحدود الدنيا والقصوي للاجور لكنها تتم من خلال منظومة للتكافل الاجتماعي تلعب فيها الدولة دورا هاما. والفلاح أيضا أما بالنسبة للفلاح المصري الذي إستطاع أن يوفر الغذاء طيلة ال 18 شهر الماضية فيستحق التقدير ويجب أن نكافأة وفي تصوري أن المكافأة التي يستحقها تأتي من ضرورة كسر الحلقات الاحتكارية لتوزيع محاصيله هذا الامر أشعر فيه بظلم كبير يقع علي الفلاح المصري وأنا رجل صعيدي وأعرف جيدا كيف يستغل الفلاح في قيمة ما ينتجه من أرضه من التاجر الوسيط بين الفلاح والاسواق ورؤيتي لحل تلك المشكلة هو بتكوين جمعيات تسويقيه ينضم إليها الشباب العطلان للعمل بها وسوف نوفر لهم أدوات النقل وأدوات التوزيع ونقدا (كاش) يعملوا بها إن أي إقتصادي يحترم بلده يجب أن يسعي إلي ذلك بل أيضا ويعمل علي منع المنافسة غير الشريفة التي عانينا منها أو أي تكتل يؤدي الي إحتكار أيا ما كان ولكن دعيني اقول ان أي نجاح اقتصادي يجب أن يسبقه نجاح سياسي وما أقصده هو استقرار بلدنا سياسيا ويكون هناك وفاق ومصالحة مع النفس ونتخلي عن الروح العدوانية الموجودة حاليا والمتمثلة في قطع الطرق ووضع الفلنكات علي مسار قطارات السكك الحديدية والتهديد والبلطجة.. لابد من إعمال القانون وإحترامه وإحترام القضاء المصري الذي أثق به ثقة عمياء لان التشكيك في القضاء هو بداية للتشكيك في كل خلق الله ونحن بدأنا ذلك بالفعل للاسف الشديد. هل لديك تفسير لذلك؟ أفسر ذلك بأننا كنا عايشين في منزل مظلم لا تصل إليه الكهرباء وبالتالي لا نعرف ما بداخله لدرجة ظللنا 30 سنة كشعب مغيبين والذي لديه العلم فقط هو الرئيس وحاشيته أما الان فقد دخل النور الي البيت وبان كل شئ علي أرض الواقع ولكن ليس كل الناس قادرة علي رؤيته في نفس اللحظة لان مهما كان الغرفة المغلقة مازالت محدودة الحجم ولذلك اي رئيس يأتي للحكومة لابد له من تفعيل قوانين الشفافية والافصاح.. لا يجب إطلاقا أن يكون هناك سرا غير الاسرار العليا للدولة التي تمس أمن الدولة العليا لكن ما عدا ذلك لابد من المكاشفة والمصارحة للناس فالشعب يريد معرفة الحقائق فقد سئم المواربة واخفاء الحقائق مما سمح للطحالب الضارة للنمو في الظلام. الشعب يريد أيضا المحاسبة أليس ذلك من عناصر الحكم الرشيد؟ بالضبط المحاسبة أحد أساسيات الحكم الرشيد الي جانب المكاشفة والافصاح ولكن لكي نطبق كل ذلك لابد من الهدوء فالدولة كيانها كله محل ارتباك ولابد أن نعطي الفرصة لمن يتولي المسئولية أن يقوم بالاصلاح صحيح أن لدينا قوي مختلفة التوجهات وكل من تلك القوي له نظرة مختلفة عن الاخر ولكن أتصور في النهاية أننا كلنا مصريون. هل العمل علي تنفيذ مشروع النهضة يستلزم تسكين كوادر الاخوان في كل مؤسسات الدولة. من مصلحة من لديه مشروع يريد تنفيذه ان يفعل ذلك ولكن ليس معني ذلك التحيز في الاختيار فهناك فارق بين الاجتهاد لتنفيذ الصالح للبلد وبين تضييع الوقت والصالح يكون من وجهة نظر التكتوقراط الذي له رؤية ويقوم بصياغة سياساته علي أساسها وهذه الرؤية من الممكن أن يكون مصدرها نابعا من برامج الاحزاب ومن الائتلافات السياسية ومن مشروع النهضة لحزب الحرية والعدالة الذي أري أنه أكثرهم اكتمالا. القروض للاستثمار ما أهم القضايا التي تحتل الاولوية لدي رئيس الوزراء؟ قضية البطالة المدعمة بتضخم ونقص في موارد الدولة بالجنيه المصري وبمستويات فقر غير مسبوقة ومستويات دخول متدنية فلو جاء من هو حاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد لن يستطيع أن يترك بصمة ومنتهي الصراحة أيضا وحتي لو جاء رئيس للحكومة (سياسي) لحل تلك المشاكل مع بعضها فلن ينجح رغم أن السياسة هي لعبة الممكن فلابد ان يكون هناك قدر من التفهم. الاقتراض الخارجي كان محل جدل ورفض من جانب التيارات الاسلامية فما هو موقفك منه؟ انا رأيي واضح وصريح في هذا الامر وأعتقد أنه لا يختلف عليه اثنين وهو اننا لكي نحقق معدل نمو يصل الي 6 أو 7٪ لابد من الاستثمار وهذا يتطلب تمويل وأنا هنا لا أعتمد علي البنوك لان البنوك حاليا تقوم بتمويل الحكومة ولا تقوم بتمويل الافراد والموازنة العامة (خربانة) ولابد من اصلاحها بالاقتراض من الجهاز المصرفي ولذلك تم تخفيض نسبة الاحتياطي القانوني من 14 الي 12 ثم الي 10٪ وهذا كله يذهب لتمويل الحكومة الذي يعني تمويل الانفاق الجاري (أجور ومرتبات) وليس لتمويل الانفاق الاستثماري ولذلك لابد من ترشيد الدعم والمصروفات وهنا أشيد بحكومة فنزويلا التي منعت التكييف وشراء سيلرات جديدة فالمصروفات غير الضرورية لا داعي للانفاق عليها ولابد من توجيه الانفاق للمجالات ذات العائد الاعلي سواء كان هذا العائد ماديا أو معنويا فمثلا تبني فكرة اعانة البطالة ترفع من كسرة الخاطر الذي يعيش فيها الفقير وهي وقتية للعاطل الذي يبحث عن عمل أما بالنسبة لتمويل الاستثمار فلابد للحهاز المصرفي أن يقوم بتمويل الافراد ونحاول إستقطاب أكبر قدر من الايرادات فإذا كانت المنظومة الضريبية (بايظة) لابد من اصلاحها فهناك اشياء غير خاضعة للضريبة في الوقت الحالي ولا مانع من فرض ضرائب عليها وهذه الموارد الداخلية مدعومة أيضا بالادخار الوطني للبلد وهو ليس كافيا (16٪) والمفروض أن يكون 30٪ ولذلك نحن بحاجة إلي مصدرين اضافيين وهما الاقتراض الخارجي والاستثمار الاجنبي المباشر ولذلك لابد من مؤتمرات لدعوة الراغبين للاستثمار في مصر وآليات جديدة لجذب المستثمرين وتأمين وجودهم فالمستثمر الاجنبي لن يأتي إذ اشعر أن مثيله المصري يعاني من مشاكل في بلده والاولوية تكون للمستثمر المصري لاستعادة الثقة أما القروض الدولية الميسرة فلابد أن تكون لتمويل الاستثمار وليس لتمويل الاستيراد وتشجيع الاستهلاك كذلك التوسع في الائتمان لا يجب أن يكون موجها من البنوك للحكومة ولكن من البوك للقطاع الخاص فهو الاولي بالرعاية إذن الاقتراض مهم ولابد منه ولا يجب أن نخافه خاصة إذا كانت قروض ميسرة (2٪) ولكن نضع له مبادئ أما بالنسبة للاوعية والادوات فهناك الكثير منها التي لم نستخدمها في مصر علي الاطلاق منها الصكوك الاسلامية وهي من السهل اكتتاب الناس فيها وكذلك صناديق الاستثمار فمثلا المغرب حصلت من المملكة العربية السعودية ومن الكويت ومن مجلس التعاون الخليجي مليار دولار لعمل صندوق لتنمية السياحة فلماذا مصر كدولة لا تعمل مثل هذه الصناديق. تحويل البنوك هناك جدلا أثير مؤخرا حول إمكانية تحويل البنوك التقليدية الي بنوك إسلامية فهل هذا متوقع حدوثه؟ هذا لا يمكن حدوثه علي الاطلاق خاصة طالما أن مصر تعتمد الفكر الاقتصادي الحر لكن لايوجد ما يمنع من وجود كيان قانوني يعمل بنظام الاقتصاد الاسلامي. ما رأيك في فكرة طرح قناة السويس للانتفاع بها لمدة 90 سنة؟ هذا كلام فارغ نحن نستطيع إدارة أصولنا بكفاءة وقدرة ويكفينا فخرا أن الزعيم جمال عبد الناصر أمم قناة السويس فلماذا تلك الردة وما هو العائد الذي سوف نحصل عليه حتي ولو كان العائد سريع فمصر لم تصل لمرحلة الافلاس بعد لكي تدور علي الدفاتر القديمة. اود معرفة رويتك في التعامل مع ملف المياه؟ هناك خطأ كبير يحدت بالنسبة لقضية المياه في مصر وهو فصل الكهرباء عن الماء فتوليد الكهرباء لدينا في مصر كلها أنظمة حرارية فيما عدا السد العالي وكلها تستخدم المياه في تبريد الغلايات وتكثيف االمياه.. إلخ لماذا لا أقوم بتكثيف المياه واستخدامها في مياه الشرب إنه مصدر رئيسي من مصادر توفير مياه الشرب النقي للناس.. كذلك يمكن استخراج مياه نظيفة مقطرة عن طريق عمل محطات كهرباء مثل المحطات الموجودة في سيدي كرير علي البحر المتوسط أو الموجودة في العين السخنة علي طريق السويس أو الاسماعيلية والتي تأخذ من القناة ومن ترعة الاسماعيلية ومنهم يمكن استخدام مياه نظيفة مقطرة كذلك لابد من وجود وتنفيذ المشروع النووي المصري وإلا لن نجد مصادر جديدة للطاقة نستخدمها مهما لجأنا الي الطاقة الجديدة والمتجددة وطاقة الشمس لتوفير الكهرباء للناس والمصانع الجديدة وحتي لانعاني من إنقطاع الكهرباء والماء ونستطيع تنمية الساحل الشمالي زراعبا وصناعيا فلا مفر من بدء مشروعات الطاقة النووية وإالي جانبها مشروعات الطاقة المتجددة والمرتبطة بتحلية مياه البحر. وماذا عن علاقة مصر بدول حوض النيل؟ وكيف يمكن تحسينها؟ ليست العلاقة بيننا وبين أفريقيا من خلال ارسال اليهم قراء للقرآن لمسجد من المساجد كما هو حادث في الوقت الحالي من خلال صندوق وزارة الخارجية أو يرسلوا اليهم مدرب كورة ومعلمين ومدرسين من الازهر فكل ذلك وارد ولكن لماذا لا أقوم بعمل مشاريع برأسمال مصري أجنبي أو مشاريع لحوم وإنتاج حيواني ومشاريع زراعية وصناعية ما المانع في أن تكون هناك مصالح مشتركة بيننا وبين أثيوبيا خاصة أن بيننا علاقات قوية بين الكنيسة القبطية وبين الكنيسة الاثيوبية. ما رؤيتك لملف الصناعة المصرية؟ الصناعة المصرية تعرضت خلال ال18 شهر الماضية لظلم لانها تعمل بطاقات اقل من طاقتها وارتفعت تكلفة انتاجها نتيجة رفع الاجور والمرتبات وتثبيت العمالة المؤقتة كما أنها كانت مدينة للجهاز المصرفي بالنسبة لبعض الصناعات وكما قلت للرئيس محمد مرسي لابد أن نقف بجوار المستثمر في الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة طالما أن لديه مشاكل وفتيه وأن تكون هناك قروضا ميسرة لدعم جمعيات تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لابد من دعمها ماليا وإداريا لتشجيع التوسع في هذا النوع من المشروعات ولامتصاص قدر من البطالة الرهيبة الحالية إن خطة الانقاذ تعتمد علي محاولات للاصلاح ولكن لا يصح أن ندخل في توجهات طويلة الاجل في الوقت الحالي حتي يلتقط الاقتصاد المصري أنفاسه مرة أخري في نفس الوقت نكون مجهزين خطة وبرنامج عمل للمستقبل. هل انت مع استمرار نسبة ال50٪ للعمال والفلاحين في الدستور الجديد؟ بصراحة انا مع ان تكون هناك فرصا متكافئة لكل مواطن في مصر انا ضد النسب المحددة بغض النظر عما إذا كانت ممثلة حقيقية لهم أم لا لقد تنطع بهذه النسبة كثيرون واستفاد منها أصحاب فيلات.. لابد أن يتم صياغة الدستور المصري بحيث يكون لكل مواطن مصري لديه فرص متكافئة ومعاملة موحدة فلا يوجد أحد علي رأسه ريشة في البلد. جيل جديد كيف تفكر في شباب الثورة؟ يجب أن يكون في مصر قيادات شابة فمن العيب ان نتحدث عن مصر العصرية وقياداتها تعدت الستين من العمر فلننظر الي ورئيس وزاراء بريطانيا جون ميجور أو كلينتون وأوباما في امريكا لابد أن نقوم بتهيئة جيل جديد من القيادات سياسيا وفنيا وإداريا لقيادة البلد وإدارتها بحرفية ولذلك سوف نعمل علي ان يكون لدي كل وزير وزير ظل من شباب الثورة بغض النظر عن توجهه الايدولولجي سواء كان ليبراليا أو علمانيا أو اخواني أو سلفي أو أي طيف من أطياف المجتمع فعندما يقضي هذا الشاب 5 سنوات سواء كانت في الوزارة أو المحافظة أو المحليات يخرج بعدها الشاب وهو كادرا سياسا وإداريا قويا يستفيد منه الحزب الذي ينتمي إليه وكذلك البلد. المواطن المصري يا دكتور بعاني أشد المعاناة من الارتفاع الرهيب والمتزايد يوما بعد يوم في الاسعار فما هو الحل لديك باعتبارك إقتصادي؟ لن ينتهي إرتفاع الاسعار إلا إذا زاد الانتاج وطالما أن العرض أقل من الطلب فهذا هو قانون السوق والانتاج لن يزيد إلا بالاستثمار والاستثمار لن يأتي إلا بالهدوء السياسي والأمني الذي يتيح للناس فرصة للعمل ولن يزيد الانتاج بقطع الطرق والاحتجاجات الفئوية أو بالاعتصامات والاضراب عن العمل. السياحة والمليونيات وبالمناسبة لايمكن لاي سائح أجنبي ياتي إلي مصر وهو يري ويسمع عن عمليات الخطف والبلطجة والعنف والسرقات التي تحدث كما أن مجرد ظهور المليونيات بميدان التحرير يحدث زعرا لمن هم بالخارج وقطاع السياحة لن ينمو باستمرار ذلك ولابد ان يعي الشعب ان ذلك يعني ضياع مصدر الرزق ل 4 ملايين مواطن مصري يعملون في هذا القطاع وهناك مفهوم خاطئ لدي البعض مؤداه أن السياحة أمر مفروغ منه (فالسائح قادم.. قادم) لزيارة المتاحف والمزارات القديمة وأثارنا الفرعونية العظيمة ولكن هذا غيرصحيح لان السياحة الثقافية لم تعد كما كانت من قبل ولابد من توعية الناس بذلك. لو لم يتم اختيارك هل سوف تطرح روشتة الإنقاذ لمن يتم اختياره لهذا المنصب؟ بدون أدني شك لن أبخل بأي شيء من أفكاري أو خططي عليه نحن مصريون.. نحب بلدنا والأمور ليست بالمناصب ولا بالتكليفات ولكن يجب علي كل مصري أن يتطوع ويساهم برضا وأنا أحد المصريين ومستعد للمساهمة.