كل مواقف الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تلك القلعة الاسلامية العريقة في قدمها وعلمها تؤكد حرصه الكامل علي ان يؤدي واجبه نحو الدعوة لصحيح الدين دون تزيد او تجاوز. هذا الدور الوسطي في اظهار حقيقة الدين هو السلاح الوحيد لمحاربة ذلك الهراء وتلك الفتاوي الهدامة التي تصل الي بيوتنا وتلتقتها آذاننا وللأسف يرددها من لا يفقهون في أمور الدين داخل المساجد ودور العبادة وسط غوغائية لم تعرفها مصر في تاريخها مع ان مصر هي التي حفظت مبادئ وقواعد واصول الاسلام علي مدار أربعة عشر قرنا من الزمان ومنذ دخلها مع عمرو بن العاص في فتح مصر وحتي الآن والفضل في ذلك يرجع لقوة الأزهر وشيوخه الأفاضل وعلمهم وتفقههم في أمور الدنيا والدين. اتهام الأزهر الشريف بأنه ينحاز للسلطة علي حساب كتاب الله شيء لا يمكن ان يصدقه العاقل حتي وإن حدث في بعض الأمور السياسية في عصور كان فيها الرأي يختفي قهرا فلم يكن ذلك علي حساب القواعد الاسلامية ومبادئ الدين الحنيف التي يصر الأزهر علي تطبيقها بحرفيتها مع تقديم الشرح المناسب والملاءم تماما للعصر. لقد ظل صوت الأزهر الوسطي هو العالي دائما بشرع الله وقوة حجيته ولن يخفت ذلك الصوت لأن ذلك لم يحدث حتي في أحلك الاوقات التي كانت فيها مصر محتلة في عصور كثيرة وكانت تلك القلعة هي الحصن الذي احتمي فيه ولجأ له المصريون لمحاربة الغزاة وطردهم خارج بر مصر المحروسة. عندما يقول الازهر بعلمائه كلمته فلا يصح ان ينال منها اي انسان وهؤلاء الذين يعترضون علي رأي للأزهر او يطالبون علنا بعزل شيخ الازهر ذلك الامام الفاضل في علمه وقدره لا يعرفون أهمية ذلك الصرح ولا يدركون ماذا قدم للامة الاسلامية والعربية وكيف حمي مصر دنيا ودينا. لقد حافظ علي مصر من ان يغير الغزاة لغتها والدليل علي ذلك اننا مازلنا نتحدث لغة القرآن بينما كل الدول التي استعمرت تغيرت لغتها للغة المستعمر، ولم ينحرف الأزهر بمبادئ الاسلام عن صحيحه وكانت وسطيته هي السلاح الذي تمسك به فكان خير سفير للدفاع عنه ولا يزال وسيظل إلي يوم القيامة. الأزهر أدري بشئون الدين وليس طبيعيا ان يهاجم بهذه الشراسة لانه أعلن رأيه صراحة بضرورة التمسك بالمادة الثانية بالدستور كما هي دون تغيير لان ذلك هو رأي علمائه الذين يحاول البعض شق صفوفهم لاغراض في أنفسهم. لقد تعلمنا من الأزهر اصول الدين وعلم الأزهر ومازال.. العالم كله مبادئ الشريعة وكان السبب في اسلام الملايين في شرق آسيا وافريقيا بل وأوروبا فلماذا تحاول هدمه. ما نراه في الفضائيات في فتاوي وتكفير لإناس وشرح خاطيء لامور الدين شيء فوق التصور فهل معقول ان يخرج شخص ليكفر انسانا مات ويدعو الناس لعدم السير في جنازته والا يكون كافرا مع انه يقول لا اله الا الله محمد رسول الله كما حدث مع اللواء عمر سليمان وآخر يشرح باستفاضة مشروعية زواج ملك اليمين بل ويدعو المتزوجة ان ترتدي زيها بشكل لا يليق بمسلمة لولا تصدي الازهر وعلمائه بفتاواه التي تفند تلك الدعاوي الباطلة لدخلنا في كابوس والحمد لله ان الشعب مازال لديه الوعي الكامل لمعرفة الحق من الباطل بفضل الازهر. وعندما يؤكد الازهر أننا تعيش زمن فوضي فتاوي من غير المتخصصين فله الحق فليس كل من حفظ جزءا من القرآن عالما وله ان يطلق الفتاوي فهذا ينذر بخطر جسيم علي الامة الاسلامية والعربية فيجب علينا ان نقف له جميعا وان نرفع ايدينا عن الازهر. حماك الله يا أزهر بعمائمك وشيوخك.