كل عام وأهل مصر مسلميها ومسيحييها بكل الخير، سواء ثبتت رؤية هلال شهر رمضان الكريم أو لم تثبت، وسواء كان اليوم هو غرة شهر الصيام أو غداً. روائح الشهر الكريم هلت علينا من قبل قدومه.. الكل دعا الله بأن يبلغه رمضان وأن يكرمه بصيامه وقيامه وان يتقبل أعماله في الشهر الفضيل خالصة لوجهه الكريم. من أكرمه الله ببلوغ رمضان- وندعو الله ان نكون منهم- عليه ألا يضيع الوقت من أول لحظة في العبادة والتقرب إلي الخالق سبحانه وتعالي. أجهزة كثيرة في جسم الإنسان تعمل بأمر الله بكفاءة وانتظام وبصورة آلية إلهية منذ ولادته وحتي مماته.. هذه الأجهزة التي خلقها الله لنا وتفضل بها علينا، وحدد لها دورها ووظائفها من أجل ان تنتظم حياة الإنسان وحركته في الدنيا بشكل آلي، تستحق منا ان نشكر الله عليها، ونظل نركع ونسجد ليل نهار اعترافا منا بفضله ومنته علينا. قد لا ينتبه البعض ولا يهتم - جهلا منه- بأن مجرد استيقاظه من نومه هو نعمة من الله وان دخوله إلي »بيت الراحة« وان استطاعته القيام من سريره هو أيضا من نعم الله وإخراج ما في بطنه من بقايا وفضلات الطعام هو وحده نعمة كبري تستحق الركوع والسجود شكرا لله عليها ليل نهار.. تخيل حضرتك لو أنك دخلت الحمام ولم تستطع إخراج بقايا الطعام، واستمر الوضع هكذا يوما وراء يوم.. ماذا سيكون شعورك؟ أتصور انه لو طلب منك ان تبيع كل ما أمامك وما وراءك لكي يستطيع الطبيب إخراج ما في بطنك فإنك لن تتردد لحظة في فعل ذلك ولو كان بالملايين والمليارات. نعم الله الكثيرة التي منّ بها علينا تستحق منا ان ننتهز شهر رمصان لنعبد الله الخالق سبحانه وتعالي باخلاص وألا نتعامل مع الشهر الفضيل علي انه مجرد شهر امتناع عن الطعام يتمني الجهلاء ان يمر بسرعة ليعودوا من جديد إلي التهام ما لذ وطاب من الطعام ولكن الأمر يجب ان يؤخذ مأخذ الجد من أول لحظة وان يعقد المسلم المخلص النية علي التقرب إلي الله بكل ما أوتي من مال ومن قدرة وألا يأمن مكر الله ويضيع رمضان هذا العام انتظارا لرمضان العام القادم الذي قد لا يأتي أو يأتي وهو غير موجود.