عاد »الزبال« للظهور في شارعي يوميا لجمع القمامة، بعد ان كان هذا الظهور عزيزا، لا يتجاوز مرات محدودة في الأسبوع لرفع تلال القمامة التي تتراكم، وكله »برزقه«. ما حدث في شارعي، حدث في شوارع كثيرة، واتابع تقارير الفضائيات عن رفع المخلفات التي سدت بعض الشوارع وتم تحويل المرور فيها. شيئا فشيء بدأت معالم النظافة تظهر، وبدأت الرئة تتنفس. هذه بارقة أمل أتشبث بها، وعودة النظافة أحد الوعود الخمسة التي قطع الرئيس محمد مرسي علي نفسه عهدا بتحقيقها خلال أول مائة يوم في ولايته. البداية طيبة تبعث علي الامل رغم ان الامر يتم بدعم مباشر من جماعة الإخوان ومن حزب الحرية والعدالة، ورغم معارضة البعض لذلك علي اساس أنهم يتمنون التعامل مع أدوات رسمية، وآليات تكفل أن يتم القضاء علي الظاهرة وعدم عودتها مرة أخري. ما تحقق في قضية رفع القمامة، لا ألمسه في قضية أزمة المرور، ولا الباعة الجائلين ولا أعرف ماهي الآلية التي سيلجأ اليها الرئيس لايجاد انفراجة، ولو جزئية، في هذه الأزمة المستحكمة. وعودة الامن للشارع المصري احد أهم وعود د. مرسي، وأخشي ان تتسبب أزمة الشرطة مع نقابة المحامين في حدوث انتكاسة في هذا الملف. عودة الزبال لممارسة عمله في رأيي المتواضع حدث مهم يحتاج الاشادة، ويستحق الفرح ويبعث علي الأمل.