من الذي سمح لقيادات الإخوان المسلمين بالتحدث عمال علي بطال عن تعيين الفريق الرئاسي المعاون للرئيس محمد مرسي؟! وكيف يتكلم كل من هب ودب عن اسم رئيس الحكومة القادم وكأنهم عالمين ببواطن الأمور؟! وما هو السر وراء صمت الرئيس ومؤسسة الرئاسة، عن الرد علي من نصبوا أنفسهم متحدثين بإسم رئيس الجمهورية فأطلقوا التكهنات ورددوا الشائعات؟! كل التصريحات التي يطلقها البلتاجي والعريان والبرنس وغيرهم، رغم أنها غير صحيحة، إلا أنها تسئ للرئيس وتحجر علي رأيه وتقلل من فرص قناعة الشعب بإختيارات رئيسه، خاصة عندما يظن الكثيرون أن هناك من يتدخل في قراراته.. فليس من حق أي شخص التحدث بإسم رئيس الجمهورية إلا من يتم تكليفه رسميا بهذه المهمة ، فهذه هي القواعد التي يلزم اتباعها والأصول التي يجب احترامها. الكل يعلم أن محمد مرسي كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين التي تضم مئات الألاف، والجميع يعرف أنه كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذي يحمل عضويته عشرات الألاف، لكن مرسي الأن خلع عباءة الجماعة ورداء الحزب عندما أصبح رئيسا لتسعين مليون مصري علي اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم ، فلم يعد يصح ولا يليق أن ينصب قيادات الإخوان من أنفسهم أوصياء علي رئيس الجمهورية ، كما أنها من الجليطة إيحاء البعض بأن له دورا في القرارات التي تصدر والاختيارات التي تعلن! ورأيي أن أهم ما يواجه الرئيس محمد مرسي في الوقت الحالي، هو كيفية التخلص من وصاية أصدقائه وزملائه في جماعة الإخوان، وقناعتي أن المشكلة التي يبحث لها الرئيس عن حل ، هي كيفية الوصول للقرار الصائب الذي يخدم مصلحة الوطن والشعب، بعيدا عن أي ضغوط من أي جماعة، أو مجاملات لأي صديق، وهذا هو المأزق الحقيقي.