في لقاء د. محمد مرسي برؤساء تحرير الصحف الخميس الماضي، في القصر الجمهوري بمصر الجديدة ، بدا مختلفا تماما عن الصورة المثبتة له في الأذهان ، وبدا القصر خاليا تماما من أي وجوة إخوانية ، لم تكن ثمة لحية داخل القصر يمكن رؤيتها ، الا لحية الرئيس.. ورغم أن غالبية الحاضرين من الصحفيين ، هم من المعارضين للدكتور مرسي وللإخوان المسلمين تحديدا ، لم يعطوه أصواتهم ، وقد أعلن البعض ذلك في اللقاء ، بدا د. مرسي رحبا حريصا علي مد جسور الثقة والتواصل ، وحين تكرر الحديث عن الخوف والمخاوف من (أخونه الدولة المصرية ) ، والمطالبة برسائل التطمينات ، قال د.مرسي ضاحكا (ومن الذي يطمئنني أنا) وأظنه لم يكن يضحك!! أكد أن الخلاف أمر طبيعي وضروري ، مطالبا بالابتعاد عن لغة الصدام ، ولغة التخوين طالما ان الهدف المنشود لدي الجميع هو مصلحة مصر بدا بسيطا حاضر البديهة ، وحاضر النكتة أيضا ،بدا أنشائيا ، حريصا علي التأكيد علي الرأي ، والرأي الآخر وأحترامه ، لكنه صمت أو نسي في غمرة الأسئلة الكثيرة ، أن يلتفت لسؤال الثقافة والفن وحرية الإبداع ، هي أيضا التي نسيها أو تناساها في خطابه الرئاسي الأول ، هذا النسيان المتكرر للحديث عن الثقافة والفن والأبداع ، والحديث عن حرية التعبير، مؤشر خطير للموقف من الثقافة والقن ، إن لم يكن بمناهضتها ، فمن الواضح بعدم الاهتمام بها ، وعدم الاعتداد بها ( وهو موقف الإخوان المسلمين عموما) ..ولعل لغة الخطاب التي يستخدمها الرئيس، تؤكد بالفعل البعد عن الثقافة ،وعن لغة الخطاب الحديثة ، والاحتفاظ يثقافة لغوية تقليدية ،