سيارات محروقة إثر انفجار أمام القصر العدلي في دمشق ارسلت تركيا بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الي حدودها مع سوريا من اجل إقامة "ممر أمني" ضمن حدودها، وذلك حسبما ذكرت وسائل الاعلام التركية أمس دون تأكيد رسمي حول تحركات الجيش بعد مرور نحو اسبوع علي اسقاط سوريا لطائرة حربية تركية. وذكرت صحيفة "ملييت" التركية ان قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في اقليم هاتاي متوجهة الي الحدود التي تبعد قرابة 50 كيلومترا. ولم يؤكد الجيش التركي عملية الانتشار، إلا ان التلفزيون الرسمي اشار الي انتشار مدافع مضادة للطائرات وأسلحة اخري علي طول الحدود مع سوريا. وقالت وكالة الاناضول الرسمية ان مركبات عسكرية مدرعة توجهت الي منشآت عسكرية في منطقة (سانليورفا) علي الحدود التركية مع سوريا، مشيرا الي ان التقارير تفيد بأن المركبات ستنتشر بطول الحدود. في الوقت نفسه، أعلن الجيش التركي ان فرق الانقاذ عثرت علي اغراض شخصية لطياري الطائري التركية التي اسقطتها سوريا وعلي قطع من الطائرة لكنها لاتزال تبحث عن الطيارين الاثنين المفقودين بعد ستة أيام من الحادث. من جانبه، قال عمران الزعبي وزير الإعلام السوري أمس الأول ان بلاده لا تريد ان تكون هناك أزمة بينها وبين تركيا. ونبه الي ان المقاتلات التركية والاسرائيلية غالبيتها أمريكية الصنع، مما قد يكون أدي الي اعتقاد القوات السورية بأنها مقاتلة اسرائيلية. وغداة اقتراح قدمه المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان حول تشكيل حكومة انتقالية تضم اعضاء من كل من الحكومة والمعارضة في سوريا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس عدم وجود "اتفاق نهائي" علي الاقتراح. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام ان مصير الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان يقرره الشعب السوري من خلال حوار وطني. وقالت ان المحادثات يجب ان تسعي لتنفيذ وقف اطلاق النار وبدء حوار وطني لا ان تحدد مسبقا محتوي هذا الحوار أو شكل حكومة الوحدة الوطنية المحتملة. وجاءت تصريحات لافروف بعد أن كانت مصادر دبلوماسية اكدت ان القوي العظمي (روسيا والصين والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا) تدعم هذا المقترح الذي سيبحث خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا غدا في جنيف. وقال ان موسكو تدعم حصول تغييرات في سوريا تحقق "التوافق الوطني" علي الاصلاحات الواجب اجراؤها منذ زمن" ، مجددا رفضه اي حل للنزاع يفرض من الخارج وان الأمر يتعلق ب"تشجيع الحوار وليس اصدار احكام مسبقة علي نتائجه". كما اعتبر وزير الخارجية الروسي ان من "الخطأ" استبعاد ايران من مؤتمر جنيف معتبرا ان لها تأثيرا كبيرا علي الوضع، واتهم الولاياتالمتحدة باعتماد سياسة "الكيل بمكيالين" بمعارضتها مشاركة طهران في المؤتمر. من جهة اخري، اكد المجلس الوطني السوري المعارض أمس ان موقف المعارضة "الثابت والمعلن" يتمثل في عدم المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري في السلطة. وقال انه يجب معرفة تفاصيل الاقتراح قبل اتخاذ موقف رسمي منه. من جانبه، أشار السفير الايراني في الاممالمتحدة الي ان نفوذ ايران والدور البناء الذي لعبته ولاتزال تلعبه في المنطقة لا يمكن تجاهله. وقال "اذا كانت بعض القوي لا تريد الاستفادة من هذا "فهذه مشكلتها" وان هذا مؤشر اخر علي التجاهل الفعلي للحقائق علي الأرض" معتبرا ان الحل هو التعاون بين الجميع. وقال مجددا ان بلاده تدعم خطة عنان وتعارض اي تدخل خارجي أو تقديم مساعدة عسكرية لجماعات مسلحة. وغابت ايران والسعودية من لائحة المدعوين الي مؤتمر جنيف. ميدانيا، ذكر التلفزيون السوري الرسمي ان "تفجيرا ارهابيا" وقع أمس في ساحة انتظار أمام القصر العدلي بوسط العاصمة دمشق ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص وتدمير 20 سيارة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مدن واحياء سورية مختلفة تعرضت أمس لقصف عنيف، مشيرا الي توسع رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور. علي صعيد مختلف، اعتبر رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية انه لابد من وجود البعثة في سوريا واعرب عن معارضته لتزويد المراقبين بالأسلحة حتي لا يصبحوا "هدفا شرعيا".