د. سمية سعد الدين رسالة من مصرية إلي د. مرسي رئيس مصر.. أهنئُك بالفوز بالرئاسة، وأتمني أن يكون عهدك عهد خير ونماء ورخاء لبلدنا الحبيب مصر، أقولها وأنا موقنة تمام اليقين أن مصر لابد أن تكون في قلبك -كما هو حالنا نحن كل المصريين- وهو ما يعني أنك قريب من نبضها وهمها وحلمها وأمل أبنائها المخلصين الذين كتبوا لها بأرواحهم ودمائهم علي صفحات ثورتهم الناصعة أنهم لن يتخلوا عنها أبدا مرة أخري لمن يغتالوا أحلامها! ها أنت سيادة الرئيس تخطو أولي خطواتك داخل عتبات القصر، فأرجو أن تأخذنا نحن مواطنيك معك داخل عقلك وقلبك، وأن تحرسنا بضميرك، وألا تغرك المظاهر وألا تخدعك المغريات الفانيات، فالدوام لله وحده! أعلم أنك مننا.. واحد مننا.. مصري مثلنا.. كافحت للبقاء في الحياة مثلنا.. قهرك الظلم والفساد والمرض مثلنا.. فعلت المستحيل كي تتعلم وتنجح مثلنا.. لم يشفع لك علمك وتفوقك في تلبية كل احتياجات أسرتك مثلنا.. قاومت الحرام مثلنا.. سهرت علي تربية أبنائك علي القيم مثلنا.. ولاشك أنك شعرت بالإجهاد مثلنا.. وبالألم والفاسدين يسرقون منك ومن أهلك لقمة العيش مثلنا.. وشعرت بالعجز بسبب فاتورة علاج المستشفيات التي لاتمنحك الشفاء مثلنا.. ومن عربات النقل الطائشة تغتال دون رحمة من حولك مثلنا! وأعلم أنك عشت عمرك وأسرتك بسيطا مثلنا.. وبالرغم من أن الفرصة أتاحت لك مكانا في أكبر جامعات العالم إلا أنك عُدت بكامل إرادتك إلي مصر مثلنا.. لتعايش من جديد أحزان الفلاحين في قري مصر مثلنا.. ولتعاني من قسوة ظروف عمل العمال مثلنا، ولتعرف شظف العيش الذي يعاني منه البسطاء والفقراء والأرزقية مثلنا.. ولتعرف معاناة التعليم الفاسد مثلنا.. ولتلاحظ العذاب الممنهج ضد الطبقة الوسطي والمتعلمين والمثقفين مثلنا.. ولتحاول حماية فلذات أكبادك من البطالة والوساطات ومن الانبهار بعوالم الفاسدين والالتزام بجانب الدين مثلنا! أعلم أنك لن تنسي كم كافحت أمُك لتجعل منك إنسانا ناجحا تماما مثلما فعلت أمهاتنا.. وأعلم أنك أدركت كم كافحت زوجتك كامرأة وأم مصرية مثلنا.. وكيف احتملت غيابك وراء قضبان السجون، وكيف أعانتك علي تأدية رسالتك الإنسانية والدينية واليوم السياسية! أعلم كم كان صعبا أن تري أولادك يكبرون والفساد محيط بوطنهم، وكم كان صعبا عليك أن تبرر لهم أفعال السفهاء، وأن تحيطهم بسياج الأخلاق، وانه بالاجتهاد والإيمان تتحقق إرادات الأوطان ! سيادة الرئيس .. ادخُل قصرك آمنا.. واعرض عن المنافقين ومستشاري السوء الذين سيحيطون بك، فالأصدقاء المخلصون يتوارون في مثل هذه الحالات، والناصحون الزاهدون يتم إبعادهم بدهاء من جانب شلل الفساد، والمضللون يبررون، وكتاب التقارير يكذبون، وأصحاب المصالح يتحلقون، والمزورون يتبارون والإعلاميون يتحولون، ولغة الضاد تحمل من صنوف البلاغة مايذهب العقل، ويغيب الإرادة! ادخل قصرك واجعل سيرة من سكنوه من قبلك آية.. ومما حدث لهم عظة والعياذ بالله.. واعلم أنك أصبحت اليوم راعيا وأنك ستسأل يوم الساعة ولاندري متي هي عن رعاياك.. أي عنا نحن.. وستحاسب عنا.. وستجزي عنا.. وستثاب عنا وستعاقب عنا.. واعلم أنك اليوم وأسرتك تمر بابتلاء عظيم هو امتحان لك فينا وامتحان لنا فيك.. فإن شئت أن تعدل فلا تنسانا علي بوابات القصر وتغلقه خلفك في وجوهنا، ولاتستهين بأدق همومنا، ولاتجعل حراسا شدادا يمنعوننا بقسوة من لقائك، أو يخرسوننا إن نحن حاولنا إيصال صوتنا لك.. نعم فنحن المصريين قد تعبنا وحُرمنا وقُهرنا وأُنهكنا وسرقت أعمارنا واغتصبت أحلامنا.. حتي ثار شبابنا لنا، وحرروا إرادتنا وأسقطوا الطغاة واستعادوا لنا كرامتنا وحريتنا.. وهاهم محملون بدماء شهدائهم يطالبونك اليوم بأن تنصفنا كشعب، وأن تزيح عنا كوابيسنا، وأن ترفع عنا أثقالا قد حنت ظهورنا،ومصائب كبلت مصائرنا، وأن تدرك أننا نحن الشعب خُير غطاء وستر لك، فاجمع بيننا ووحد صفوفنا واهزم أعداءنا واعلي شأن جيوشنا وبهذا ستكون قد أصبت وحكمت فعدلت ياد.مرسي! مسك الكلام.. مصر تسعي للتصالح بين أبنائها، ولم شمل عائلتها.. فهل من أولادها من مستجيب؟