الجدل الدائر الآن علي الفضائيات عن رئيس مصر الدكتور محمد مرسي هو جدل عقيم لا مجال له الآن وقد أصبح رئيسا لكل المصريين.. أتركوه يعمل في صمت وانتظروا خطواته القادمة. ما هذا الجدل الذي نشغل به أنفسنا عن الإخوان الجماعة والحزب وقد قدم الرجل استقالته منهما.. أري أن يبتعد كل الإخوان عن الكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع وتلك التصريحات التي تسئ لرئيس كل المصريين.. الآن وقد أنفصل عن الجماعة فلا يجب أن تصدر تصريحات من هنا وهناك وتلك الوصاية التي لا لزوم لها وكلها تخيف الناس من الحاكم الذي جاء عبر صناديق الاقتراع كأول رئيس مدني منتخب لمصر.. كان الرئيس في أول خطاب له عقب توليه المسئولية واضحا وصريحا في رسالته.. لم يقل أنه يمثل الجماعة ولا يحكم نيابة عن الحزب الذي كان رئيسه وإنما قال إنه يمثل كل المصريين علي اختلاف طوائفهم ولذلك يجب أن تتوقف علي الفور حملة الدكتور مرسي أو شخصيات الحزب والجماعة عن التحدث باسم الرئيس حتي لا يحدث الخلط بين ما يصدر عنه وما يقوله الآخرون . الدكتور محمد مرسي قال في أول خطاب له : أقول لكل فئات الشعب المصري أهلي وعشيرتي في هذا اليوم المشهود أنني اليوم باختياركم وإرادتكم بعد فضل الله عز وجل رئيسا لكل المصريين أينما وجدوا في داخل وخارج مصر وما كنت لأقف هذا الموقف لولا فضل الله وتضحيات هذا الشعب العظيم . أيها الفرحون اليوم المحتفلون بعيد الديمقراطية أيها الواقفون في كل الميادين أحبائي وأهلي وعشيرتي يا من تنظرون للمستقبل يا من تريدون لمصر الأمن والأمان أتوجه إليكم بحمد الله.. نحمد الله علي بلوغنا هذه اللحظة التاريخية التي تشكل ملمحا مضيئا مسطرا بدماء المصريين وتضحياتهم .. إن مصر الآن الوطن والشعب في حاجة إلي توحيد الصفوف وجمع الكلمة لتلبية طموحات الشعب في العيش الكريم والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، تلك المطالب التي نطقت بها حناجر الثوار في كل مشاهد الثورة المستمرة حتي تتحقق كل أهدافها.. ومعاً نستكمل هذه الثورة، واليوم أنتم أيها الشعب مصدر السلطة.. إنني بفضل الله ثم ارادتكم وليت عليكم ولست بخيركم، ولسوف أبذل كل جهدي للوفاء بالالتزامات والتعهدات التي قطعتها علي نفسي لكم جميعاً، وأما عن نفسي فإنني ليس لي حقوق وانما علي واجبات، فأعينوني أهلي وعشيرتي، أعينوني ما أقمت الحق والعدل فيكم وإن أطعت الله فيكم فإن لم أفعل فلا طاعة لي عليكم. وقال : الوحدة الوطنية هي السبيل الآن للخروج من هذه المرحلة الصعبة والانطلاق نحو مشروع شامل لنهضة مصرية حقيقية ولتوظيف حقيقي لكل مواردنا بما يحقق المصلحة لنا جميعاً ان شاء الله، ادعوكم إلي الانطلاق نحو مشروع شامل لنهضة مصرية مسلمين ومسيحيين حيث كنا وسنبقي دعاة حضارة وبناء، وسنبهر العالم بنهضة مصرية ان شاء الله.. سنؤسس لعلاقات متوازنة بيننا وبين كل دول العالم تقوم علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمنافع المتساوية والمتكافئة بين كل الأطراف ولن نسمح لأي دولة بالتدخل في شئوننا ونحافظ علي السيادة الوطنية والحدود المصرية، ومصر قادرة بأهلها ورجالها وشعبها وقواتها المسلحة أن تدافع عن نفسها وأن تدفع اي عدوان عليها أو علي أبنائها أينما وجدوا في هذا العالم.. لتصبح مصر قوية وقائدة لأمتها رائدة في عالمها وهذا هو قدر مصر وهذا هو ما ينتظرها في المستقبل إن شاء الله . ولخص منهجه بقوله: اخوتي وأحبابي، لن أخون الله فيكم ولن أعصيه في وطني، أضع نصب عينيي قوله تعالي: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ".. نحن المصريين ننتظر من الرئيس الدكتور مرسي أن ينفصل تماما ونهائيا عن الجماعة والحزب وأن يطمئن شعبه بالرد علي كل ما يثار في الشارع من تساؤلات وأن يعيد الأمن إلي الشارع أولا وأنا واثق أنه سوف يعمل علي أن يكون رئيسا لكل المصريين من صوت له ومن لم يصوت ومن أمتنع ليتوقف ذلك الجدل.. كفانا عاما ونصف العام ونحن نتكلم فقط ولا نعمل وحياتنا توقفت تماما في ميدان التحرير !