اعتبرت وزارة الخارجية السورية أمس ان اسقاط الدفاعات الجوية السورية للمقاتلة التركية كان تصرفا دفاعيا سياديا. وأكد المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي ان الطائرة تم اسقاطها برشاش ارضي وليس صاروخا موجها. واعتبر ان الحادث " انتهاك صريح للسيادة السورية " وان ذلك الانتهاك مثبت بالوقائع وبالتصريحات التركية التي قالت انه تم انتهاك الأجواء السورية والمياه الاقليمية السورية. وقال انه رغم تلك الواقعة فإن سوريا "متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا". وردا علي سؤال حول الاجتماع المقرر لحلف الشمال الاطلنطي (ناتو) اليوم لبحث الحادث، قال ان الحلف منظمة من المفترض ان يكون هدفها تثبيت الأمن والاستقرار. وأكد ان الاجواء والاراضي والمياه السورية "مقدسة". واوضح ان تنسيقا ميدانيا جري بين البلدين في عمليات البحث عن الحطام والطيارين، وقال ان الجانب السوري حصل علي حطام الطائرة وتم تسليمه للجانب التركي. من جانبه، أكد نائب السكرتير العام للحلف الأطلنطي الكسندر فيرشبو في تصريحات صحفية عدم وجود خطط حالية للتدخل العسكري في سوريا ولا نوايا لذلك. وجاء ذلك قبل اجتماع مجلس الوزراء التركي أمس لبحث حادث سقوط المقاتلة التركية. وشدد وزير الخارجية التركي داود اوغلو علي ان بلاده ستتحلي بضبط النفس لكنها ستكون حازمة في الوقت ذاته، مؤكدا ان الخيار العسكري غير مطروح للرد علي سوريا. ونفي ان تكون عملية البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين"مشتركة" بين الدولتين. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان اسقاط سوريا المقاتلة التركية في المجال الجوي الدولي "غير مقبول"، وذلك بعدما اعتبرت واشنطن ان اسقاط الطائرة مثال اخر علي الاستهتار السافر بالاعراف الدولية والسلام والامن، وتعهدها بالعمل مع انقرة للخروج برد مناسب والعمل علي محاسبة النظام السوري. وادان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس اسقاط سوريا للمقاتلة التركية لكنهم لم يدعموا تدخلا عسكريا في سوريا.ودعا الوزراء تركيا الي ضبط النفس والي رد هادئ وقالوا انهم سيزيدون الضغوط علي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسئول بالاتحاد الأوروبي ان الاتحاد اضاف شخصا اخر وست شركات وكيانات اخري الي قائمة العقوبات الخاصة. هذا وقد اعلنت استراليا أمس فرض مزيد من العقوبات علي النظام السوري. من جانبها، دعت الصين الاطراف المعنية الي الهدوء وضبط النفس أمس والالتزام بالقنوات الدبلوماسية للوصول الي حل مناسب حتي لا يتصاعد النزاع. في تطور آخر، أعلن التليفزيون التركي أمس ان 39 ضابطا وجنديا سوريا بينهم لواء وعقيدان ورائدان وملازم و33 جنديا انشقوا عن القوات السورية ووصلوا تركيا، وأوضحت قناة (سي.ان.ان ترك) الاخبارية الخاصة ان العسكريين المنشقين وصلوا مع أفراد من عائلاتهم ليبلغ مجموعهم 224 فردا. في الوقت نفسه، أوصت اللجنة التنفيذية الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي أمس وزراء خارجية الدول الاعضاء بتعليق عضوية سوريا. وقال سكرتير عام المنظمة دكتور أكمل الدين اوغلو ان السعودية قدمت مقترحا بتعليق عضوية سوريا. ميدانيا، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أمس أن حيين بمدينة حمص ومدينة تلبيسة بمحافظة حمص تعرضوا أمس للقصف، في حين حذر (الجيش السوري الحر) من حصول ما وصفه ب "اعظم مجزرة يشهدها التاريخ" في حمص. وقال ان النظام يحضر حشودا تقدر بمائة دبابة. ونقل المجلس الوطني السوري المعارض "نداء استغاثة" من اهالي حمص الي العالم لإنقاذهم. ووصف نداء الاستغاثة ما يجري في حمص بأنه "حملة ابادة جماعية". واشار الي وجود نقص في الاحتياجات الانسانية في حمص، وقال ان "الصليب الأحمر والهلال الأحمر ممنوعان من الدخول". من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها جددت جهودها أمس لدخول المدينة واجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك الا أنها ما زالت تنتظر موافقة "لا لبس فيها" من الجانبين.وقالت ان عمال الاغاثة يواجهون مخاطر أمنية في المدينة.