دمشق- عواصم عالمية وكالات الأنباء: حذرت الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية دولية من ارتكاب قوات الرئيس السوري بشار الأسد مجازر جديدة في مدينة "الحفة" بمحافظة اللاذقية وفي دير الزور وذلك بعد قصف متواصل علي المنطقتين. فقد وجه سكان مدينة "الحفة" نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات الأسد. وقال ناشطون إن فرق الإسعاف لا يمكنها الوصول إلي الجرحي في المدينة جراء اشتداد القصف عليها، كما تحدث ناشطون عن نقص شديد للمواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للنظام. واشار الناشطون إلي أن فرق من "الشبيحة" عمدت إلي حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار علي المدينة. من جانبه دعا السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلي السماح للمراقبين بالدخول إلي الحفة بعد تلقيه معلومات عن تعرضها لقصف مكثف، وأعرب عن قلقه مما دعاه "تكثيفا خطيرا" للنزاع في سوريا. وقال مون في بيان نشره مكتبه أمس إن "عمليات عسكرية مكثفة" قامت بها القوات الحكومية ضد مدينة حمص، وإن طائرات هليكوبتر قصفت مدنا أخري، مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أعربت واشنطن عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سوريا وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة في الحفة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين "نحرص علي تذكير الضباط السوريين بإحدي العبر التي تعلمناها في البوسنة وهي أن المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسئولة عن الجرائم ضد الإنسانية". لكنها استبعدت مجددا تدخلا عسكريا أمريكيا في سوريا حتي لا تتحول إلي "حرب بالوكالة". علي الصعيد نفسه قال ناشطون إن القوات السورية ارتكبت مجزرة جديدة في دير الزور شرق البلاد، جاء ذلك بعد مقتل 109 أشخاص برصاص الأمن السوري معظمهم في حمص وإدلب ودير الزور. وقال الناشطون إن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا جراء القصف الذي تم بقذائف "الآر بي جي" واستهدف الليلة الماضية مظاهرة في منطقة الجبيلة، مشيرين إلي أن العشرات أصيبوا أيضاً وأن كثيرا من الجثث ما زالت تحت الأنقاض. وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت أن 109 أشخاص علي الأقل قتلوا أول أمس برصاص الأمن السوري، معظمهم في حمص وإدلب ودير الزور. وفي محافظة درعا، أدي القصف المستمر خلال الأيام الماضية علي مدن عدة بالمحافظة إلي سقوط عشرات القتلي والجرحي. واستيقظ أهالي عدة مدن، منها إنخل وجاسم بدرعا علي حرق محاصيلهم الزراعية. وفي غضون ذلك، كشف تقرير للأمم المتحدة أن القوات السورية عذبت أطفالا في سن الثامنة وأعدمتهم واستخدمت المئات منهم ك"دروع بشرية" خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. وأدرجت المنظمة الدولية الحكومة السورية في قائمتها "السوداء" السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها الأطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون علي القتال، واعتبرتها من أسوأ تلك الدول. وتقدر منظمات حقوق الإنسان عدد الأطفال الذين قتلوا في سوريا بنحو 1200 وذلك منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار قبل 15 شهرا. وفي وصفها للاعتداءات علي الأطفال قالت ممثلة الأممالمتحدة الخاصة لشئون الأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي "نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سوريا حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية". وجاء في التقرير الذي نشر أمس أن الأطفال "استخدموا من قبل الجنود وعناصر المليشيات دروعا بشرية فوضعوا فوق المدرعات وأمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم علي المعارضين".