مؤمن خلىفة أتعجب من هؤلاء الذين خرجوا إلي الشوارع للاحتجاج علي الحكم الذي أصدرته المحكمة يوم السبت الماضي ضد الرئيس المخلوع ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه الستة . وأتعجب أكثر من هؤلاء الذين علقوا علي الحكم في الفضائيات ومن أعضاء مجلس الشعب الذين اغتصبوا حق السلطة القضائية وانتقدوا الحكم .. واندهش من المظاهرات التي نادت بتطهير القضاء بعد الحكم والهجوم الذي سمعته بنفسي أمام دار القضاء العالي ضد المستشار أحمد رفعت .. ماذا لو خالف الرجل ضميره وحكم كما يهوي الشارع وسار علي نهجه فكيف يقابل ربه حينما يسأله .. الكثيرون قالوا أن الحكم سياسي وتناسوا أن القاضي لا يحكم الا بالأوراق التي يملكها وللأسف لم يكن يمتلك أي أدلة ليحكم عليهم بالإعدام مثلا .. فقد ضاعت كل الأدلة وطمست عن عمد وقصد فقد ظل زكريا عزمي شهرا ونصف الشهر علي الأقل في مكتبه يحرق كل الأدلة ويتخلص مما يدين ولي نعمته وأولاده ورموز نظامه .. تناسوا أن جهاز أمن الدولة تخلص من كل الأوراق بالفرم والحرق وهذا ثابت في قضية لاتزال منظورة أمام القضاء محبوسا علي ذمتها اللواء حسن عبد الرحمن مدير الجهاز السابق ولم يخرج كما خرج المساعدون الخمسة .. كان الله في عون هذا القاضي الذي كان بين شقي الرحي وهو ينطق بالحكم ويعلم علم اليقين غليان الشارع وفي نفس الوقت مطلوب منه أن يراعي ضميره ورسالته المؤتمن عليها . حرام أن نظلم القضاة حتي لو جاءت الأحكام مخيبة لآمالنا فقضاء مصر النزيه هو الحارس علي العدالة حتي إذا كان فيه بعض المنحرفين . الصورة المستفزة أمام فرشة بائع الصحف .. تسمرت في مكاني عندما رأيت صورة تتصدر الصفحة الأولي لصحيفة يومية مصرية يظهر فيها ضابطا شرطة يؤديان التحية العسكرية للمتهم جمال حسني السيد مبارك ووظيفته نجل الرئيس المخلوع .. استفزتني الصورة وقررت البحث عنها ومعرفة أصلها وفصلها .. وعلي مواقع الانترنت اكتشفت أنها استفزت غيري من شرفاء مصر .. بالبحث والفحص والتمعن عرفت أن الصورة التقطت في لحظة فاصلة ما بين عبور جمال في طريقه لقاعة المحكمة في جلسة السبت الماضي والضابطان يؤديان التحية لأحد اللواءات واستراحت نفسي بعدما طالعت موقع الشرطة المصرية وشاهدت فيديو يوضح حقيقة الصورة وسجلته وشاهدته مرة ثانية وثالثة وتأكدت أن الصور ة المنشورة لم تعبر عن الحقيقة لأن جمال مبارك متهم لا يجب أن يعامل معاملة خاصة حتي ولو كان ابن الرئيس المخلوع ! 45 عاما علي النكسة أمس مرت 45 عاما علي نكسة يونية 1967 .. تلك النكسة التي ما زلنا نعاني من آثارها حتي اليوم .. لكنها ذكري انتفاضة هذا الشعب العظيم الذي لم يستسلم للهزيمة ولم يركن إلي النوم في العسل فقد أعاد بناء نفسه وأوقف حياته كلها لاستعادة الأرض المحتلة وبعد 6 سنوات فقط عبرنا إلي الضفة الأخري من قناة السويس وحررنا أرضنا وقضينا علي أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر في أكتوبر 1973 .. ما أجمل أن نتذكر يونية 67 وقد استفدنا من درس الهزيمة .. هذا هو الشعب المصري العظيم بقواته المسلحة وناسه الطيبين وكفاحه الطويل ضد الاستعمار وقوي الشر . كل التحية للشهداء المصريين الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمصر في حروبها مع العدو .نترحم عليهم ونقرأ لهم الآية الكريمة " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم 961 آل عمران.