صحيح أن نتيجة الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة والتي أسفرت عن الاعادة بين د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق قد أصابت قطاعات عريضة من المصريين بحالة إحباط بعدما وجدوا أنفسهم بين خيارين كلاهما مرّ.. لكننا يجب ألا ننسي أن ثورة 52 يناير قامت منه أجل الديمقراطية والتي تقتضي منا احترام رأي الأغلبية والقبول بكلمة الصندوق. رأيي أننا بدلاً من أن نصاب بالاحباط واليأس وبدلاً من أن نخرج في مظاهرات لا طائل من ورائها ولا يمكن أن تغير النتيجة لماذا لا نحاول الأخذ بالمثل القائل »رب ضارة نافعة« بمعني أن كلا المرشحين (مرسي وشفيق) يحاول الآن بشتي الطرق استقطاب أصوات هذه القطاعات الغاضبة من الشعب ويقدم لها وعوداً لا تنتهي بتحقيق كل مطالب الثورة.. لكن الوعود وحدها لا تكفي.. نستطيع بمزيد من الضغط الشعبي ومن خلال مفاوضات جادة مع كلا المرشحين الوصول إلي تعهدات مكتوبة من الطرفين وموقعة في حضور رموز القوي السياسة مع عدم الالتزام بتأييد أي منهما.. ونترك لكل مواطن حرية اختيار المرشح الذي يري في حديثه ومن خلال المفاوضات معه أنه الأنسب لمصر في هذه المرحلة والأقدر علي تحقيق مطالب الثورة فإذا فاز أي منهما يصبح ملتزما بما تعهد به ووقع عليه فإن لم ينفذ فميدان التحرير موجود. في أزمة كهذه من الأفضل أن ننظر إلي نصف الكوب الممتليء وليس النصف الفارغ. نحاول أن نبني علي ما وصلنا إليه ونستفيد إلي أقصي قدر من صراع المرشحين علي أصواتنا.