من ساحة نزال الجبابرة اتحدث إليكم مستدعيا كل صور الصراع التي عرفتها حلبات النزال اليدوية والعقلية في تاريخ العالم. من ساحة نزال الجبابرة ألمح أمامي مصارعين من ملعب الكولسيوم الروماني حيث المصارعون عراة، لكنهم الآن عراة حتي من غطاء سوءاتهم يحاول كل منهم ان يجد منطقة يمسك منها بمصارعه الاخر عله يسقطه أرضا لينال الجائزة الكبري. وألمح كذلك من يمتطي ظهر ثور هائج علي نمط الماتادور الاسباني محاولا ترويضه والبقاء فوق ظهره لأطول فترة ممكنة، وليفوز في النهاية بلقب المصارع الاعظم وسط صيحات مشجعيه وليذهب ثوره الهائج ضحية سهم قاتل. بل هناك من يتواري خلف ديكه الهندي الشرس الذي لا يعترف إلا بقتل الديك الاخر الذي يمسك به مصارع جبان اخر! هكذا تحولت ساحة الصراع علي اخضاع مصر وركوب ظهر حصانها الجامح للوصول الي أبعد نقطة واختطاف أميرة الاحلام التي لا ترضي بغير الأمير المتوج سائسا لها وقائدا لاحلامها. وتتباين الصور وتختلف الطرق والهدف واحد: حكم مصر! انهم يظنون جميعا ان الشعب المصري يلعب دور المتفرج المتمتع بنزالهم، ولا يعلم اي منهم ان هذا المتفرج هو صاحب كلمة النهاية في صراع الجبابرة. تصارعوا كيف شئتم واذهبوا بأمانيكم أني اردتم فمكانكم في صفحة التاريخ لن يحدده إلا شعب مصر مهما كان صراعكم أيها الجبابرة.