تعد لعبة صراع الديكة أو ما تعرف ب "رياضة الدم"، في العراق من الألعاب الشعبية التي تمارس في بعض أحياء بغداد وعدد من المحافظات، ولهذه اللعبة قواعد خاصة ومحكمون ومدربون وجمهور. على مقربة من إحدى نقاط التفتيش العسكرية بالقرب من الجامعة المستنصرية في جانب الرصافة من العاصمة بغداد، يطلق الحكم صفارته إيذاناً ببدء المعركة، التي تعتبر الديوك المحاربة وسط الحلبة المستديرة أبرز أبطالها. مع أول ضربة بين الديكين يتعالى هتاف وصراخ الجمهور المتعطش لمشهد الدم النازف من كليهما خلال جولات تلك المصارعة التي باتت تعرف ب "رياضة الدم"، والتي بدأت تأخذ مكانة كبيرة في المدن العراقية وتستهوي العديد من محبيها بعد عام 2003.
وتقام نزالات أو صراع الديكة في مقاه مخصصة تضم حلبات خاصة للنزال. وتعد محافظات بغداد والديوانية والبصرة والموصل من أشهر المدن العراقية، التي تشهد إقبالاً على هذه الهواية الغريبة بعض الشيء.
داخل مقهى صغير ينشغل كاظم عباس الربيعي، وهو صاحب مقهى يستخدم أيضا كحلبة لصراع الديكة في حي المستنصرية ببغداد، بتنظيم جدول لمواعيد مصارعة الديكة التي تقام على حلبته الصغيرة. عن قوانين اللعبة يقول الربيعي: إن "دخول الديك للسباق يعتمد على قياس طوله ووزنه ولا بد من توافر شرط تكافؤ الفرص بين المتصارعين من حيث الوزن والعمر حتى لا يؤذي الديك الآخر".
أسعار خيالية للديكة الرابحة أوضح الربيعي، الذي تمتد خبرته في مجال تربية الديكة إلى أكثر من ربع قرن، أن "أسعار الديكة القوية والفائزة في سباقات بطولات العراق تصل أحياناً إلى أكثر من مليون دينار عراقي (نحو 4 آلاف دولار أمريكي)"، مشيراً إلى أن "الديوك تعتبر مصدر رزق لمدربيها". ويضيف الربيعي بالقول: "يشترط في حلبة السباق أن تكون دائرية ويكون ارتفاعها 80 سنتيمتراً وقطرها من مترين إلى أربعة أمتار وحسب مساحة المقهى". وتوجد حول الحلبة مدرجات لجلوس المتفرجين، "أما الحكم فيجلس في مكان مرتفع ويجب أن يكون ذا خبرة في هذا المجال".
ويبين صاحب المقهى الذي كان يحكم نزالاً بين الديك (السفاح) وخصمه (القناص) أن نزالات الديكة تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء "الذي يعد موسماً للمصارعة". مشدداً على أن مبدأ صراع الديكة في كل بلدان العالم يهدف إلى المراهنات المالية "وبلغت (عندنا) المراهنات نحو ملايين الدنانير (العراقية)"، على حد تعبيره.
ويستمر الصراع بين الديكين لمدة ساعتين ونصف الساعة بحسب قوانين اللعبة، مقسمة على ثماني جولات مدة كل منها 13 دقيقة، على أن تلي كل جولة استراحة لدقيقتين. ويعتبر الديك الذي يهزم في ثلاث جولات متتالية "خاسراً". وخسارة الجولة تعني هنا سقوط أحد الديكة أرضاً لأكثر من دقيقة.