محمد عبدالمقصود اخيرا حسم المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات الرئاسية اللغط الذي شهده الشارع السياسي منذ أن اغلقت اللجان الانتخابية أبوابها وصناديقها بعد انتهاء فرز الاصوات.. واعلن ان الاعادة ستكون بين مرشح حزب الحرية والعدالة د. محمد مرسي والمرشح المستقل د. احمد شفيق لحصولهما علي اعلي الاصوات.. مؤكدا انه لا يحق لمرشح ان يتنازل لمرشح آخر في مرحلة الاعادة. رئيس اللجنة العليا كان حاسما وقاطعا في الرد علي ما اثير من اسئلة ملغمة من الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي.. وانهي المؤتمر عندما احس ببوادر فوضي في القاعة. ولكن هل يتوقف فقهاء وخبراء القنوات الفضائية عن اصدار فتاواهم واثارة البلبلة في الشارع المصري.. وهل ينتهون من تساؤلاتهم المغرضة الخاصة باحتمالية اعادة الحصان الاسود في الانتخابات حمدين صباحي الي حلبة المنافسة.. والاصوات التي لم تحسب لصالحه.. وغيرها من التساؤلات التي تزيد احتقان التيارات الليبرالية وشباب الثورة ومن يتمنون ان يعتلي صباحي منصب الرئاسة علي حساب مرسي او شفيق. اعتقد انهم لن يتوقفوا، فمازال هناك ثلاثة اسابيع كاملة علي بدء المرحلة الثانية من الانتخابات وبالقطع ليس لديهم بضاعة غير الانتخابات.. وطرح التساؤلات في كل الاتجاهات ومحاولة الاجابة عليها.. وطبعا تختلف الاراء.. وتتعدد الفتاوي.. وتتغير الوجوه التي يستضيفونها ويمتد الاستديو التحليلي حتي الساعات الاولي من الصباح.. وتنفث الفضائيات سمومها.. والنتيجة الطبيعية لذلك هو اثارة نعرة الخلاف بين انصار كل مرشح. وكان من نتيجة تحليلاتهم قيام بعض المتهورين باحراق المقر الانتخابي للدكتور أحمد شفيق. لقد تمني الشعب المصري بكل طوائفه ان تمتد فترة الصمت الانتخابي اكثر من 84 ساعة قبل بدء انتخابات المرحلة الاولي.. بعد ان تفرعت به السبل.. وضاقت منه الصدور من الكم الكبير من المعلومات المتضاربة التي تذيعها القنوات حسب توجهاتها واهواء مذيعيها وميولهم. الغريب ان نبوءات القنوات الفضائية كلها لم تصدق.. وقياسات الرأي العام التي سوقوها وصدعوا رءوسنا بها لم تكن دقيقة.. وخرج الشعب المصري ليعطي اصواته لمن اعتقد انه سوف يحقق له الاستقرار.. والامن.. والتنمية ويقضي علي البطالة.. ويحد من الفقر.. وجاءت الرياح بما لا تشتهي سفن هذه الفضائيات.. وتحدد فرسا السباق في جولة الاعادة وهما د. محمد مرسي مرشح التيار الديني.. والدكتور احمد شفيق الذي حقق المفاجأة رغم الحروب النفسية التي شنت عليه من كل التيارات المتنافسة. وحتي يعود الناخبون الي صناديق الاقتراع مرة أخري أتمني من الاعلام المصري بكل توجهاته ان يراعي الله في هذا الشعب.. ولا يشعلوا النيران التي أخمدت.. ولا ينشروا شائعات تؤجج الخلافات بين أنصار المتنافسين لأن الشارع لم يعد يحتمل هذه السموم التي تبثونها.. اتقوا الله في مصر.. واسكتوا قليلا.. واذكركم بقول امير شعراء العامية بيرم التونسي: يا أهل المغني.. دماغنا وجعنا.. دقيقة سكوت لله.. واستأذنه في تعديل بسيط في الكلمات.. وأقول: يا أهل التوك شو.. دماغنا وجعنا.. دقيقة سكوت لله. كلمات حرة مباشرة: الناخبون في مصر في منتهي الوعي.. وكل واحد حدد هدفه واتجاهه.. واختار مرشحه الذي سيعطيه صوته.. ومهما كانت الحملات التي تشن ضد الدكتور مرسي والدكتور شفيق.. فإن الناخبين لن يغيروا رأيهم.