مىرفت شعىب قالها المناضل الراحل ياسر عرفات كلما قابلته محنة ليشجع نفسه ويدعم موقف أعوانه .. تذكرت هذا القول بعد إعلان نتيجة المرحلة الأولي للانتخابات الرئاسية التي جاءت بنتائج غير متوقعة بالنسبة للنخبة أو للشارع والتي انتهت حتي الآن بفوز الدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق أحد أقطاب نظام مبارك المخلوع ،فوجد الشعب نفسه أما خيارين كلاهما مر مرارة العلقم فالأول: يبشر بدكتاتورية الدولة الدينية والثاني: يظهر لنا لنا العين الحمراء ويحاول أن يستميل الثوار مع التحذير من ردة الفعل الغاضبة إذا تهوروا وعادوا للنزول لميادين الحرية . قبل الانتخابات حرصت جميع القيادات علي نصح المواطنين بقبول نتيجة الصندوق .. ولكن ها هو الصندوق يأتي بأصعب الاختيارات ، صحيح أن الأمل لا زال معقودا علي الطعون التي قدمها حمدين صباحي وباقي المرشحين للتأكد مما قيل عن قيام حوال 900 ألف مجند أمن مركزي باستخراج بطاقات رقم قومي مع تغيير المهنة وقيامهم بالتصويت وهي كارثة لو صحت ، والتحقيق في مخالفات أخري حدثت أثناء الفرز وحساب الأصوات . وطالب المرشحون بتأجيل إعلان النتيجة لحين الفصل في قانون العزل السياسي ولكن كلا من الطرفين الأعلي أصواتا يتصرف وكأنه الفائز ويحاول كسب أنصار الفريق الآخر . وحتي في حالة اعلان جولة الاعادة بين الدكتور مرسي والفريق شفيق فالثورة ستبقي مستمرة ولن تنتهي كما أعلن أحد معاوني الفريق شفيق لأن جبل الثورة الذي بنته أجساد شهداء ومصابي الثورة وروته دماؤهم سيظل ينادي بالقصاص من قاتليهم ولأن المصريين الذين كسروا جسور الخوف في يناير لن يعودوا للخضوع مرة أخري رغم الاستعدادات التي أعدها تلميذ مبارك النجيب لقمع أي حركة تمرد بالقوة. لقد عاب الكثيرون علي ثورة يناير أنها ثورة بلا زعيم ولهذا تفرق الثوار شيعا وفصائل بعد سقوط مبارك أما الآن فقد أفرزت الانتخابات الرئاسية عن زعيم للثورة يستحق أن نلتف حوله هو حمدين صباحي الذي تحول الي ظاهرة شعبية مع الصعود السريع لنجمه في الشهر الأخير قبل الانتخابات ، فحمدين صباحي لم يملك المال لينفق علي حملته الدعائية في الوقت الذي أنفق منافسوه عشرات الملايين من الجنيهات مجهولة المصدر دون أن تحاسبهم اللجنة العليا للانتخابات ، واستخدموا سلاح المال السياسي واشتروا أصوات الفقراء ،بينما حصل حمدين صباحي علي حب المصريين وثقتهم بدون مقابل فقط لأنهم رأوا فيه الأمل ولمسوا حبه للفقراء ورغبته في خدمتهم وعندما أعلن أنه سيوقف تصدير الغاز لاسرائيل راحت صحفهم تحذر من فوزه لأنه يملك مشروعا سيقفز بمصر الي مصاف الدول العظمي واعتبرته عدوا لاسرائيل ..وياله من شرف أن يعتبرك العدو خطرا عليهم لأنك تملك خطة للنهوض ببلدك ! ولعل أكثر ما أدهشني في هذه الانتخابات أن نصف الناخبين تقريبا لم يشاركوا دونما سبب مقنع فهل هو اليأس أم السلبية ؟ لقد زادت نسب التصويت علي التعديلات الدستورية عن 70٪ وكذلك في الانتخابات البرلمانية وكان المفروض أن ينزل جميع الناخبين في الانتخابات الرئاسية لكنه لم يحدث فلماذا؟ لعل القوي الوطنية تعلمت الدرس بعد تفرقها الذي أعطي فرصة ذهبية لكل من الأخوان والفلول للاستفادة من مناخ الحرية الذي دفع الثوار ثمنه ثم قفز الآخرون ليقطفوا ثماره ، الوقت لم يفت بعد فلابد من تشكيل جبهة وطنية تضم جميع القوي الثورية للرقابة علي الرئيس القادم وضمان تحقيق مطالب الثورة، ومن يدري ربما تخلف الأيام الظنون وتقبل الطعون ويدخل حمدين صباحي سباق الإعادة لنقول له (يا جبل ما يهزك ريح) .