باعتراف العالم نجح المصريون في اجتياز فخ ديمقراطي جديد.. وتمت الجولة الاولي لانتخابات رئاسة الجمهورية بنزاهة وشفافية وحسن تنظيم شهد به الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر وفريقه من المراقبين والمتابعين للانتخابات وكذا جميع المراقبين الدوليين والمحليين كما شهد به الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وكذا ابرز قادة العالم. واذا كان الشعب المصري العظيم يؤكد للعالم اجمع قدرته علي ممارسة الديمقراطية الحقة يوما بعد يوم.. فان كلمات التقدير يجب ان توجه لاصحاب هذا التنظيم الرائع بدءا من المجلس الاعلي للقوات المسلحة مرورا بقضاة مصر العظام.. والاخوة بوزارة الداخلية انتهاء بالموظف الصغير الذي ساهم في انجاح العملية الانتخابية. وقد حظيت النتيجة النهائية بفرسي رهان كان لهما من الصولات والجولات ما اتسم بالضرب تحت الحزام.. في مخالفة صريحة لنزاهة الانتخابات.. لكن النتيجة نقبلها كما جاءت بالاعادة بين د. محمد مرسي والفريق احمد شفيق. ولكن النتيجة لا تنسيني الاداء العظيم لزميلين وصديقين عزيزين علي قلبي هما د. عبدالمنعم ابوالفتوح وحمدين صباحي تمنيت ان يفوز احدهما بالرئاسة وللاسف لم يحالفهما الحظ.. لكن اداءهما كان مفخرة لي ولكل مصري يقف ضد النظام الفاسد.. وارجو الا ينسحبا من السياسة.. وان يشاركا بقوة مع الثورة وقوي المعارضة ضد اي نظام ديكتاتوري.. ولو كنت من الرئيس القادم لاستعنت بهما في مؤسسة الرئاسة والسلطة التنفيذية او حتي في مجلس الامن القومي.. وكلاهما كان يدعو لمصر القوية.. وكان له برنامج انتخابي مكتوب بعصارة فكر مجموعة من خيرة ابناء مصر.. وفيه الحلول الناجعة لمشكلات ومعضلات يعيشها الشعب ليل نهار. مصر تحتاج كل يد تبني لبنة في نهضتها الحديثة.. مصر تحتاج التصدي لخفافيش الظلام.. مصر تحتاج كل ابنائها.. ليس مهما ان تختلف الآراء والافكار.. بل هذا هو المطلوب.. فالعقل الواحد المغلق علي نفسه مفسدة لاي نظام.. وبداية الطريق للديكتاتورية. واذا كانت منافسة الاعادة قد اغلقت علي اثنين فقط هما مرشح حزب الحرية والعدالة »جماعة الاخوان المسلمين« الدكتور مهندس محمد مرسي والفريق طيار د. احمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.. فان المنافسة واضحة ومحددة.. وعنوانها الرئيسي مرشح ثوري ضد مرشح النظام السابق. وانا هنا لا انتقد الفريق شفيق.. بالعكس اكرر ما يؤكد بنفسه عليه.. وهو لا ينكر ذلك.. فقد خدم في القوات الجوية وشارك في حروب مصر المقدسة.. ثم اختاره الرئيس السابق مبارك وزيرا في الحكومة.. وعندما تأزم موقف الحكومة من ثورة الشباب في 25 يناير اختاره مبارك رئيسا للحكومة بدلا من د. احمد نظيف.. ووقعت في عهده موقعة الجمل التي راح ضحيتها الكثير من الشباب الثوار.. وثار عليه الشعب حتي قرر المجلس الاعلي للقوات المسلحة اختيار د. عصام شرف رئيسا للوزراء.. وارتاح شفيق.. ثم فكر في العودة من خلال الترشح للانتخابات الرئاسية.. وهذا حقه مثلما هو حق جميع افراد الشعب.. وحصد شفيق اكثر من 5 ملايين من الاصوات.. واحتل المركز الثاني بعد د. مرسي لتجري بينهما الاعادة.. ولا يخفي علي احد كيف حصل شفيق علي هذه الاصوات.. ويمكن لاي محلل سياسي خبير ان يصنف الاصوات وكلها محل احترامي والتي كانت ما بين البحث عن امن مفقود.. واستقرار.. وخبرة سابقة.. وفلول من الحزب الوطني المنحل في مختلف المحافظات خاصة في الدلتا والوجه البحري وايضا في الصعيد.. والاخوة الاقباط.. واخيرا كثير من الاصوات الموجهة! الطريف والعجيب ما نراه من موقف بعض التيارات المحسوبة علي ثورة 25 يناير.. سواء يسارية او ليبرالية او ناصرية.. فقد سمعت كلاما عجيبا منها يدخل في اطار المساومات مع من يعطي استفادة شخصية اكبر.. فاذا نجحت المفاوضات مع شفيق او مرسي للحصول علي مواقع قيادية او مناصب مهمة.. فنحن معه.. وهذا اسلوب انتهازي غير ثوري.. وغير شرعي.. ولا يتفق مع اخلاقيات الشعب المصري.. فأرجو غلق طريق المساومات.. والبحث عن المصلحة العليا للوطن.. وكما نقول مصر فوق الجميع. وهذا لا يمنع - كما سبق ان قلت في مقالات عديدة - ان اسلوب جماعة الاخوان في الحصول علي كل شيء.. وابعاد باقي التيارات والتوجهات عن المشاركة في حكم مصر خطأ فادح.. لهذا انصح الاخوان ان يعيدوا النظر في تشكيلات اللجان البرلمانية.. وهيئات مكاتبها.. وكذا في التعاون مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. ومع الحكومة سواء بالجنزوري او بغيره.. وطبعا قبل كل ذلك في الهيئة التأسيسية للدستور وترك القضاة وشئونهم لهم وان يعلنوا بوضوح قبول الآخر مهما كان رأيه او دينه او جنسه.. وان يقوموا بزيارات ودية للاخوة الاقباط.. وان يتم الاستجابة لجميع طلباتهم سواء في الدستور او بناء دور العبادة.. وان لا يتم نسيان المصريين في حلايب وشلاتين وسيناء وسيوة والواحات والوادي الجديد.. وان يمدوا ايديهم الي فقراء الامة ومعدومي الدخل لا بالرشوة وانما بالمساعدة في العيش الكريم والآدمي.. وان يتعاملوا مع الجميع بقلوب مفتوحة.. واستيعاب جميع التيارات والاتجاهات.. بهذا يمكن ان يحقق د. مرسي اكتساحا كبيرا.. وتبدأ مصر مرحلة النهضة ليس بيد الاخوان فقط.. انما بيد كل المصريين. دعاء يريح البال لو يدرك الانسان كيف يدبر الله له الامور لفوض الامر اليه وحده مطمئنا واثقا ان الخيرة فيما يختاره الله. اللهم اني افوض امري اليك وحدك.. لا اله الا انت سبحانك.