رئىس الوزراء اليونانى الجديد داخل قاعة البرلمان تترقب الأوساط السياسة والإقتصادية في أوروبا تداعيات تشكيل حكومة "تسيير أعمال" في اليونان علي حركة الأسواق المالية اقليميا وعالميا وأثرها علي أزمة اليورو الذي قد يفاقهما الخلاف الألماني الفرنسي علي سبل خروج أوروبا منها. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني المكلف "بانايوتيس بيكرامينوس" (67 عاما) تشكيل حكومة مؤلفة من 16 شخصا من التكنوقراط لإدارة شؤون الدولة والاعداد لإنتخابات جديدة في 17 يونيو. وكانت الأحزاب السياسية قد فشلت في مفاوضاتها لتشكيل إئتلاف حكومي بسبب خلافات حول بنود اتفاق اٌلإنقاذ المالي الأوروبي. واجتمع أعضاء البرلمان المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 6 مايو الجاري، امس للمرة الأولي حيث أدوا القسم الدستوري قبل يوم من حل البرلمان استعدادا للإنتخابات الجديدة. ويتصدر الإستطلاعات حزب "سيريزا" اليساري الراديكالي والمناهض لخطط التقشف مما يعزز مخاوف بشأن خروج هذا البلد في منطقة اليورو. وكان "الكسيس تسيبراس" زعيم حزب "سيريزا" قد هاجم المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" متهما اياها "بالمقامرة بحياة الناس" واصفا مجتمع بلاده ب"المنهار". وأكد ان "الحكومات الأوروبية لن تجرؤ علي إقصاء أثينا من دائرة اليورو لأنها تخشي علي مستقبل وحدتها المالية من الإنهيار". وأضاف في مقابلة مع "سي ان ان" ان "التقشف يقود أوروبا الي الجحيم". وكان مسئولون أوروبيون وخاصة ألمان قد شددوا مؤخرا علي ضرورة ان تلتزم أثينا بالتقشف اذا ما أرادت الحصول علي دفعات الإنقاذ المالي. وأثار الشلل السياسي في اليونان بوادر هلع في البنوك المحلية مع سحوبات بلغت 700 مليون يورو خلال اليومين الماضيين. كما تواصلت الفوضي في الأسواق المالية العالمية مع تراجعات حادة طرأ عليها انتعاش طفيف في البورصات الأوروبية والآسيوية. في تلك الأثناء جددت المدير العام لصندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد" تحذيراتها لليونان بضرورة تقيدها بالتقشف، بوصفه مؤشرا علي رغبة البلاد في البقاء داخل دائرة اليورو. وقالت ان خروج اليونان من اليورو "سيكون شاقا ومكلفا ليس فقط لليونان". ومن المتوقع ان تهيمن هذه التطورات علي اجتماع القمة الأوروبية المقرر الثلاثاء القادم في بروكسل. وفي أسبانيا أفادت الأرقام الرسمية ان البلاد دخلت رسميا حالة ركود في الربع الأول من العام مما يجعل البلاد مهددة بتراجع اقتصادي طويل الأمد. من جانبه أكد رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" امس ان البنك المركزي الأوروبي و"الدول الرئيسية" بمنطقة اليورو "يمكنها بذل المزيد لدعم الطلب"، مضيفا "ان فكرة ان الدول صاحبة العجز المرتفع يمكنها الإقتراض والانفاق لتحقيق التعافي وهم خطير". وأضاف انه انه لم تتصد منطقة اليورو لمشاكلها فإنها قد تنهار وتتسبب في تداعيات قاسية علي بلاده وأوروبا لسنوات قادمة. في الوقت نفسه أكد رئيس البنك الدولي ان الزعماء الاوروبيين بحاجة الي ايجاد سبل لاستباق المشكلة وتقديم دعم لاسبانيا وايطاليا اللتين تنفذان إصلاحات صعبة جدا، مشيرا الي ان أزمة اليورو تشكل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي.