عمرو موسي دبلوماسي مصري، ووزير الخارجية الأسبق، وأمين عام جامعة الدول العربية السابق، ومرشح مستقل لانتخابات الرئاسة المصرية. تخرج في كلية الحقوق والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية منذ تخرجه وتدرج في وظائفها من أول السلم مروراً علي إدارة الهيئات الدولية عام 1977 ثم مندوباً دائماً لمصر لدي الأممالمتحدة عام 1990 ثم وزيراً للخارجية عام 1991 لمدة عشر سنوات أنتخب بعدها أميناً عاماً للجامعة العربية من 2001 إلي 2011 كما أختير عضواًً في اللجنة الرفيعة المستوي التابعة للأمم المتحدة المعنية بالتهديدات والتحديات المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين. مشوار طويل قطعه عمرو موسي ليصل إلي ما وصل إليه من شهرة وشعبية وخبرة زادت من ال "كاريزما" التي عرف منها منذ البداية. الشعبية الكبيرة التي حظي بها عمرو موسي خلال مشواره الطويل شجعت أنصاره علي مطالبته بالترشح في الانتخابات الرئاسية وبدءاً من عام 2009. ومع كثرة الشائعات حول هذا الأمر سألت صحيفة "المصري اليوم" عمرو موسي في ديسمبر 2009 عن صحة هذه الشائعات وهل ينوي بالفعل ترشحه للرئاسة؟ فرد أمين عام الجامعة العربية آنذاك علي السؤال الصعب بسؤال أصعب يقول: "هل هذا ممكن؟!"ولم يكتف عمرو موسي بذلك وإنما أضاف مستبعداً: "إن الطريق مغلق"! وإجابة عن سؤال عما إذا كان مستعداً للترشح إذا أجري "تعديل دستوري ملائم" قبل الانتخابات؟ قال عمرو موسي: "سوف يكون لكل حادث حديث.. ولكني أقول لك إن الكثيرين جاهزون لخدمة مصر كمواطنين مصريين في ذلك المنصب أو غيره". وهكذا ترك "موسي" المجال مفتوحاً أمام التوقعات المتلاحقة. وعندما سئل في مناسبة أخري عن" شائعة ترشحه" أعرب عن تقديره للثقة التي يعرب عنها العديد من المواطنين عندما يتحدثون عن ترشحه للرئاسة، ويعتبرها ثقة محل اعتزاز لديه. وفي سؤال استكشافي لأحد الزملاء الصحفيين يتعلق بما يتردد عن ترشح جمال مبارك للرئاسة، أجابه موسي، ببراعته الدبلوماسية، قائلاً: "إن من حق كل مواطن لديه القدرة والكفاءة أن يطمح لمنصب يحقق له الإسهام في خدمة الوطن، وإن صفة المواطنة وحقوقها والتزاماتها تنطبق عليّ كما يمكن أن تنطبق عليك.. كما يمكن أن تنطبق علي جمال مبارك". الغريب أن ما قاله عمرو موسي عام 2009 يحاسبه خصومه عليه في عام 2011 كسند لا قبله ولا من بعده علي أنه " من الفلول"! عمرو موسي صاحب مبادرات وأفكار ومواقف منها ما نال الترحيب والتأييد، ومنها أيضاً ما تعرض للنقد والاعتراض. وككاتب صحفي كثيراً ما كتبت مؤيداً لما قاله عمرو موسي في تصريحات له سمعتها أو قرأتها. وأحياناً كنت أكتب منتقداً ما لا أوافقه عليه، رغم حرصي علي الصداقة القديمة التي تربطني به اعتماداً علي أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. فمثلاً.. كان عمرو موسي خلال عمله وزيراً للخارجية أو أميناً عاماً للجامعة العربية ومايزال حتي اليوم مقتنعاً بضرورة إعادة العلاقات مع النظام الحاكم في إيران، ولا يترك مناسبة إلاّ انتهزها لإقناعنا بإيجابيات استئناف العلاقات مع طهران وهو مالم أوافقه عليه في أكثر من مقال مستغرباً: كيف نأمن لهؤلاء الملالي الذين هاجموا مواقف وسياسات مصر وجعلوا من قاتل الرئيس أنور السادات »بطلاً« و »شهيداً«، وأطلقوا اسمه علي أحد شوارع طهران (..). كلانا عمرو موسي وأنا أبقينا علي هذا الخلاف في الرأي حتي لحظة كتابة هذه السطور. فقد سمعت منذ أيام تصريحاً للصديق المترشح في الانتخابات الرئاسية جدّد فيه دعوته لعودة العلاقات العربية/ الإيرانية إلي طبيعتها باعتبار إيران دولة إسلامية وجارة قوية ومهمة للأمة العربية. ومرة أخري .. أكتب معارضاً هذا الأمر مندهشاً: كيف يمكن التعامل مع جيراننا ملالي طهران بنفس تعاملنا مع الدول الإسلامية، مع اصرارهم علي تكريس غزوهم واحتلالهم لثلاث جزر داخل حدود دولة الإمارات العربية/ الإسلامية؟! وكيف نأمن جانب هؤلاء "الجيران" ونحن نتابع جرائمهم في اشعال الفتنة المسلحة والدامية داخل مملكة البحرين العربية/ الإسلامية؟!