اتخيل ان القوي الخائفة التي لم يتوجه اليها المرشحون لمنصب الرئاسة عمدا يمكن ان تحسم المعركة الرئاسية التي لم تشهد مصر مثيلا لها علي طوال تاريخها العريق.. هذه القوي الخائفة -التي لا يجب الاستخفاف بها- تمثل كتلة تصويتية لا يستهان بها في حسم انتخابات الرئاسة..! القوي الخائفة تتجلي في عدة مجموعات منها جماعات »آسفين ياريس« و»أبناء مبارك« وهي قوي تخشي من التغيير وتميل لتكرار ما عرفته ولا ترحب بما تجهله .. وتري في الثورة خروجا علي ما ألفته من حكمة الرئيس ومحاكمته إذلالا لرجل كبير كان يجب الاحسان إليه بعد تاريخه الطويل..! وبمنطق التفسير العذري يمكن القول انها تشعر بالتهديد في ظل ثورة غير مكتملة..كما تري محوا لذكرياتها في ظل النظام السابق ،ورسمت حياتها عليه وقنعت ان حظها في الحياة هي ما وجدته.. وتري في اختيار احد رموز النظام السابق استعادة ما آلفته وألفها..! وقوي خائفة اخري لا يستهان بها هي جماعة »ضرورة استعادة الأمن سريعا« وهي مجموعة لا يستهان بها أيضا.. اكتوت بغياب الأمن المتعمد وذاقت التعرض للسرقة في وضح النهار واختطاف ابنائها والتهديد بعدم ارجاعهم الابعد دفع الاتاوة وذاقت سرقة سياراتها وحوادث الطرق وعدم الاستماع إليها في اقسام الشرطة.. هذه القوي الخائفة حتما ستتوجه لمن يغازلها باستعادة الامن في اربع وعشرين ساعة..! وكتلة ضخمة خائفة تجدها في "انصار الاستقرار بأي ثمن" ربما لم يكونوا من مؤيدي مبارك ولكنهم ضد الاطاحة الثورية بالنظام وخائفين من جيوش الفقراء والمهمشين المتوحشين..وبسبب اهم وهو بعض الارتباطات العائلية مع اجهزة النظام السابق وهم لم يشاركوا في الثورة بشكل عملي واطلق عليهم احيانا »حزب الكنبة« ولا يرضيهم الفعل الثوري العنيف ولا الاعتصامات وغلق الطرق وغالبا هم من مؤيدي المجلس العسكري ويدعونه حتي يكون أكثر حزما مع الاعتصام والإضرابات والمتحدثين باسم الثورة.. وغالبا سوف تذهب أصواتهم لأحد رموز النظام السابق من المترشحين للرئاسة.. كما توجد قوي خائفة رغم فاعليتها في الشارع المتظاهر دوما وهم »جماعة الميول الفاشية« من بعض الاهالي الذين يدافعون عن استقرار احيائهم مثلما حدث في العباسية..وهم مستعدون لاستخدام العنف البدني ضد الثوار حماية للاستقرار..ومثلما قامت مجموعات من سكان الدقي بحماية مقر امن الدولة بشارع جابر بن حيان من الاقتحام وشرعت في الاعتداء علي اكثر من مجموعة ممن حاولوا اقتحامه..! وكما حدث في اعتصام موظفي "محافظة حلوان سابقا" امام رئاسة مجلس الوزراء ومحاولة احد السائقين دهسهم عندما حاولوا قطع شارع القصر العيني وتكرر الاعتداء البدني خاصة علي متظاهرين من مؤسسة روزاليوسف عندما حالوا قطع شارع القصر العيني..واظن ان هذا التوجه يمكن ان ينمو في المجتمع ويمثل تيارا في عدم وجود امن فاعل. ثم القوي الخائفة التي تملك قوي اقتصادية جبارة وتخشي من التوسع في محاربة الفساد وتحقيقاته.. ومعظمهم من »جماعة البيزنس« ويملكون التأثير المالي علي اصوات الناخبين ومن يعملون لديهم وهم جاهزون دفاعا عن استقرار أعمالهم.. ونعرف جميعا اين تذهب اصواتهم..! ثم القوي الخائفة من تنامي التيار رافع الشعارات الدينية وما يمثله من خطر علي الفن والسياحة والحريات العامة والعودة بالبلاد لعصور الظلمات والتحدث باسم الله وتطبيق احكام الشريعة بما لا يتناسب مع الحياة الحديثة وتري ان الثورة تسببت في احياء النعرات الدينية. احسب ان القوي الخائفة هذه وغيرها من قوي خائفة اخري لم اذكرها لن تلتفت لبرامج المرشحين وسوف تكون الحاسمة في انتخابات الرئاسة..وربما لصالح النظام السابق..!