لقي عاملان مصرعهما واصيب 29 آخرون فجر أمس بمنطقة البردي علي الحدود الليبية المصرية بعد دخولهم حقل ألغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية اثناء عبورهم الأراضي المصرية في طريقهم للأراضي الليبية في هجرة غير شرعية.. كانت السلطات المصرية استقبلت جثتين تم نقلهما بالاسعاف الليبي إلي منفذ السلوم البري للعاملين ناصر توفيق علي 52 سنة من محافظة المنيا وعثمان ومحمد عثمان 45 سوداني الجنسية و29 مصابا أغلبهم من محافظات المنياوأسيوطوالفيوم.. وشاركت 15 سيارة إسعاف في نقل المصابين من معبر السلوم البري إلي مستشفي مطرح العام وأغلب الحالات بتر في الأطراف وترددت أنباء عن احتمال وجود جثث اخري داخل حقل الألغام مما أدي إلي رفع درجة الاستعداد القصوي بالمعبر ومستشفيات السلوم وسيدي براني علي الطريق الدولي السريع.. رصدت »الأخبار« قصة الهجرة غير الشرعية عبر الدروب الصحراوية بمدينة السلوم وعبور اكثر من 39 شخصا في طريقهم للأراضي الليبية ودخولهم حقل الألغام بمنطقة »البردي«، علي الحدود الليبية المصرية مما أدي إلي انفجار الألغام ومصرع العاملين وإصابة 37 شخصا بإصابات متفرقة أغلبها كسور وبتر في الذراعين والساقين بعد نقلهم من مدينة مساعد الليبية إلي الحدود المصرية.. كانت أكثر من 15 سيارة اسعاف تابعة للمحافظة وقطاع هيئة الاسعاف المصرية بالطرق السريعة قد شاركت في نقل المصابين من معبر السلوم وحتي مستشفي مطروح العام باشراف الدكتور محمد أبوحمص رئيس قطاع الإسعاف بالطرق السريعة.. يقول بدر محمد السعيد عامل من محافظة أسيوط حملتنا سيارات نصف نقل بعد المبيت بمدينة مرسي مطروح للعبور إلي الأراضي الليبية فجرا من خلال الدروب الصحراوية واثناء عبورنا لمنطقة جبلية انفجرت السيارة الاخيرة من ورائنا وسمعنا صوت انفجارات شديدة وتملكنا الرعب من شدة الانفجارات ولا اشعر بنفسي بعد ذلك الا وانا بالمستشفي.. وقال محمود عبدالفتاح من محافظة الفيوم والذي يعاني من تهتك في الساق رأيت الموت بعيني وكأنني في احد الحروب وشاهدت الاشلاء تتطاير من اجساد زملائي العابرين للاراضي الليبية معي بحثا عن الرزق.. وفي سياق متصل شارك اطباء المستشفي العام بمطروح ومستشفي السلوم المركزي في اجراء العمليات الجراحية والاسعافات للمصابين الذين يعانون من بتر في الاطراف وكسور شديدة نتيجة الانفجارات المتتالية التي وقعت داخل حقل الالغام.. كما شارك أهالي مطروح بالتبرع بالدم داخل مستشفي مطروح العام لانقاذ المصابين. وقال المهندس حسين السنيني المنسق العام لازالة التابع للامانة التنفيذية لازالة الألغام بمطروح انه لم يتم حتي الآن تحديد ما اذا كانت تلك الالغام من مخلفات الحرب العالمية الثانية أم تم وضعها لتأمين الحدود الليبية وجاري الاتصالات مع الجانب الليبي لمعرفة الحقائق وكتابة تقرير فوري بشأنها.