إبراهىم عبد المجىد سؤال الصحف الآن للناس وللمثقفين والكتاب من هو الرئيس القادم ؟ ماذا تريد منه . وماذا تنتظر ؟ وأحيانا يطلبون الإسم بشكل مباشر . والسؤال عما تنتظره من الرئيس سؤال ساذج لأن ما تركه الرئيس السابق من خرا ب لا يحتاج الي سؤال . في التعليم الأمية تصل إلي أربعين بالمائة من الشعب ,وفي الاقصاد اكثر من خمسين في المائة تحت خط الفقر وفي الاجتماع ستة ملايين عانس وسبعة ملايين عاطل وستة ملايين مطلق ومطلقة . وفي النهب بيعت أراضي البلد بأسعار بخسة لمن لا يستحق او لمن يقدر ان يدفع من تحت الترابيزة فارق السعر في شكل هدايا وأموال وبيعت مصانع مصر أيضا بملاليم وأقيمت مشروعات لا معني لها . وفي البنا ء أقيمت حول المدن عشوائيات لا يتخيلها أحد وأهدرت الأراضي الزراعية وأهدرت السواحل والشواطئ في قري سياحية لصفوة نصفها يمتلك نصف هذه القري , وغير ذلك كثير جدا يحتاج الي صفحات وصفحات وصار معروفا كله . والحقيقة أن الانتخابات لا تحتاج كل إلي هذه الحيرة فأبرز المرشحين من رجال العهد البائد عمرو موسي الذي أراه يبذل جهدا خارقا في التجوال في كل مكان يقابل في بعضها بالهجوم من الشباب وفي بعضها بالترحاب ,لكن السيد عمرو موسي مهما فعل لن يستطيع أن يفصل نفسه عن العهد البائد ,ولن يجد عنده القوة لدفن هذا العهد في المكان الذي يستحقه وهو مزبلة التاريخ وإرسال أصحابه من المسئولين عن الفساد والفاسدين إلي اقدارهم الحتمية مهما تأخرت وهي السجون او الهروب من البلاد. السيد عمرو موسي لعشرات السنين يتكلم ويعمل بطريقة شكلية لا تغضب احدا لذلك ظل في مكانه وحين قيل إن النظام السابق غضب عليه ترقي وصار أمينا للجامعة العربية . لذلك لو نجح عمرو موسي سيكون رد فعل الثورة عنيفا علي أي خطأ يرتكبه وستحدث كثير من الأخطاء وسينسب الخطأ دائما الي أنه أحد رجال العهد السابق . السيد أحمد شفيق الذي أكتب هذا الكلام بعد حكم القضاء الاداري بعدم ارسال طعنه علي قانون العزل الذي أصدره مجلس الشعب الي المحكمة الدستورية وهو ما قررته لجنة الاشراف علي الانتخابات من قبل حين قبلت شكواه من استبعاده بسب هذا القانون , وسواء تم تنفيذ هذا الحكم واستبعد أو لم يتم فلن ينجح .وأتصور ان ترشحه كله مسألة عناد بعد الليلة الشهيرة التي هب فيها فيه الكاتب المحترم علاء الاسواني في قناة الاون تي في . وليته- أعني شفيق - يبتعد . اما الدكتور العوا فهو ايضا لن يكون له من النجاح او الاقتراب منه نصيب . فالرجل تتعدد مواقفه بحسب الحال .والمأزق هو في الاختيار بين الدكتور أبو الفتوح وحمدين صباحي وأبو العز الحريري والمستشار هشام بسطويس والمحامي الناشط خالد علي . أجمع بينهم ليس لاقترابهم جميعا من الفوز . لا, ولكن لاقترابهم جميعا من الشعب ومن الثورة .ومساهمتهم فيها بأقدار كبيرة . ولتاريخ طويل من النضال لكل منهم يختلف طوله بحسب الأعمار وليس بحسب القدرة ولا الاهمية .فأبو العز الحريري مناضل قديم حقق نفسه كسياسي قدير منذ السبعينات ومعارضته دائما للسادات ومبارك وكذلك حمدين صباحي والدكتور ابو الفتوح .أما المستشار هشام بسطويس فلقد لمع اسمه مع حركة نادي القضاة منذ اكثر من ست سنوات لاستقلال القضاء وصار هو وزملاؤه مثل زكريا عبد العزيز والخضيري ومكي واشرف البارودي وغيرهم أيقونات رائعة في حركة الرفض للنظام والتدخل في القضاء وإفساده . اصاب المستشار بسطويسي من العنت اكثر مما أصاب غيره وترك البلاد بعض الوقت وبدا لي دائما حالة انسانية جميلة في بلد ظالم . وأنا مثل غيري كنت أتمني لو استطاع هؤلاء تكوين جبهة واحدة أو مجلس رئاسي ولكن هذا ما صار . يسألني الكثيرون ما رأيك في الدكتور ابو الفتوح اقول يستطيع ان يبني بسهولة جسرا بين من يسمون انفسهم اسلاميين لا اعرف لماذا كأننا كفار مثلا , وبين الليبراليين كما يستطيع حمدين بناء جسر بين العدالة الاجتماعية والحرية وكذلك ابو العز الحريري , فيسألني إذن من ستنتخب فأقول خالد علي رغم حبي واحترامي للجميع فيندهش محدثي ويقول لكن فرصة خالد أقل فأقول انا رجل كهل ومنذ الثورة استمع وأري الشباب الذين لا يزالون يخسرون ويموتون ويستشهدون في سبيل هذا الوطن .ثم إن أحدا من هؤلاء لا يحتاج الي صوتي مثل خالد علي . ثم انني أندهش جدا من الشباب الذي يترك الأقرب سنا اليه ولا يختلف في القيمة ولا الفهم للحال ولا البرنامج عن أي من المحترمين والعظما ء الذين أشرت اليهم .ثم إنني مع دعواتي بالصحة للجميع أري بالطبيعة أن خالد علي هو الأكثر قوة وصحة في مرحلة لا يمكن فيها النوم لحظة . والمهم الآن انه صار لدينا خمسة نثق بهم في هذا الوطن لا ينتمي اي منهم الي العهد البائد . أن يكسب أحدهم يعني أن يكسب الجميع لكن هكذا أنا أري في الاصغر سنا أكثر قدرة وخاصة كما قلت انه لا يختلف في تاريخه النضالي ولا أفكاره المتطورة ولا يعيبه أبدا أنه الأصغر. بل هي ميزة له مادام برنامجه لا يقل عن برامج الآخرين الذين اقدرهم كل تقدير وأحترمهم ربما أكثر من غيري .فيسألني محدثي لماذا لم تذكر شيئا عن الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان فلا ارد وتبدو الدهشة علي وجهي . واقول منهم لله لو كنا عملنا الدستور أولا لكنا قطعنا شوطا كبيرا في الثورة لكنهم نجحوا في غزوة الصناديق فحبسوا البلد .