مجدى العفىفى قل إن كنتم تحبون مصر فاعملوا من أجلها واطرحوا مشروعاتكم لأهلها دون التشبث بالكراسي القاتلة، فهذه الكراسي مسمومة، لو كنتم تعقلون. في ضياء هذه القناعة الذاتية. استجبت لدعوة الصديق الكبيرعالم الطب د.خيري مقلد، عميد طب عين شمس السابق، وهو يحرضني علي الذهاب الي نقابة الصحفيين لحضور مؤتمر اعلان د.محمد البرادعي عن ميلاد "حزب الدستور" وافقت فأوقفت آلية استباق قراءة للمشهد الحزبي، وكبحت جماح نفسي الامارة بالرفض لمثل هذه النوعية من اللقاءات التي أصفها بالعشوائيات السياسية التي ظهرت بشراسة في أطول عام في التاريخ المصري 1102 غلبت حسن النية، وكم من الجرائم ترتكب باسم "الاعمال بالنيات" وذهبت.. تحسبت أني سأري مشهدا مغايرا للسائد والمألوف، رفيع المستوي من الرؤية والأداة والبشارة في وقت عزت فيه ومضة الصدق والاستنارة، وجلسنا في الصفوف الأمامية رغم الزحام، لأرهف السمع واسترق النظر الي "المنصة" وكم أكره هذه الكلمة بظلالها البغيضة، وأحدق في القاعة ومحتوياتها، وفجأة يدوي التصفيق الذي اتخذ لهجة النذيرلا البشير، دخول د.البرادعي بطل المشهد، ليعلن عن حزبه الجديد "الدستور" وهي أيضا كلمة صارت مضغة غير مخلقة. ساعتان في القاعة، قبلهما ساعتان وبعدهما طبعا، خرجت "صفر اليدين" و"خالي الوفاض" وغير ذلك من التعبيرات التي يلوكها الساسة وهم يرقصون بألسنتهم في البرلمان الذي صار "فرنا.. يفتح ويغلق حسب مزاج صاحبه د. الكتاتني وشركاه" أو يرقصون في ملاهي الفضائيات الخشبية، أو في أروقة الصحافة التي صارت كلها صفراء فإقع لونها لا تسر القارئين، لم أسمع جملة واحدة مفيدة، إلا الاعتراف العلني من د. البرادعي بالعجز والتقصير وتوجيه السباب والشتائم علي كل شئ وأي شئ ، إلا الحزب المرتقب ليكون"الفاتح" و"الأول" و"الأوحد" و"المنقذ من الضلال" و"الأملة" التي هي حياة أو موت للمصريين،، في مقابل الاحزاب الوهمية،وكل من يدعون أنهم القوي السياسية، إلا طبقة الثائرين والثائرات، الأحياء منهم والأموات. لم يتحدث د،. البرادعي عن دلالة اختياره لاسم الحزب ورؤيته ودوره واستراتيجيته، وآلياته، ، لم أسمع إلا هتافات الهتافين بكل سذاجة: "شد القلوع يا برادعي" والرجل قد وهن العظم منه واشتعل الفكر شيبا، قول يا برادعي" علي طريقة كل كلامك حكم، و..و. صراخ وعويل وبكاء علي الأطلال وعلي القادم أيضاأما كان ينبغي يا دكتور البرادعي أن تتحدث عن حزبك فلا تهين الآخر ولا تقصيه، أما كنت تربأ بنفسك أن ترتفع عن مستوي الهتاف والسباب وتتحدث بلغة الأعماق السياسية والحزبية المفترضة؟ لقدد قلت خمس مرات "لم أكن أتصور أن يحدث ما حدث.. و...و.. إذن فأنت تفتقد الرؤية عن بعد، ونحن نريد من يخترق الحجب ويري في عز الضباب والظلام، وما أكثر الظلاميين، وأحدق في الأديب الشتام علاء الأسواني وأذكر باعترافاته بجملة الخطايا والأخطاء التي ارتكبها وجماعته، في حق الثورة والمجتمع، والثورة هي علم تغيير المجتمع، وهذه الخطايا كلفت المجتمع الكثير من الدم والمال والجهد والسمعة الدولية، أخطاء حذر منها كاتب هذه السطور في بداية المد الثوري: ترك الميدان 11 فبراير والفوز الفوري بالغنائم، وعدم وجود قيادة واعية، وتحديد الأهداف لا المبادئ، فإذا أنتم تأكلون الثورة، حتي د.حسام عيسي تحول الي جوقة الهتافين، وما كنت أريد له ذلك، فأنت أستاذ جامعي وسياسي قدير، جعلتم المؤتمر للهتاف والانكسار والشتيمة والشماتة والدعوة الي المزيد من إراقة الدماء والماء والهواء والفكر، حتي صرت وغيري كثيرون، نتمني"أن يستغفلنا أحد ويطلع راجل" ويقود السفينة المثقوبة والمنهوبة والمخترقة والمحترقة،أليس فينا رجل رشيد؟ حتي الآن :لا !! سامحك الله يا دكتور خيري مقلد.. إلا قليلا! ثقافة الأسئلة: لماذا أوقعت نفسك يا دكتور محمد البرادعي في نفس الحفرة ذات السقوط المدمر التي وقع فيها من يسمون أنفسهم ذ وهما - بالإخوان المسلمين؟ فتعلن أنك تربي كوادر حزب الدستور لتولي رئاسة الجمهورية ومجلسي الشعب والشوري ومجلس الوزراء والمحليات، وما دون ذلك، إنها شهوة السلطة الملعونة إذن، أليس كذلك؟ كل عيونكم علي الكرسي الذي إذا انكسر منه مسمار واحد وقع صاحبه "علي جدور رقبته "! فهل من مدكر؟. نفسي الأمارة بالشعر: لن تقتطفوا مني عسلا فأنا لا أمتص رحيقا... !!!