سارگوزى وأولاند خلال المناظرة فشل الرئيس الفرنسي المحافظ نيكولا ساركوزي في هزيمة منافسه الاشتراكي فرانسوا اولاند خلال المناظرة التلفزيونية الوحيدة التي جمعت بينهما امس الأول قبل يومين من جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة الاحد المقبل. ولم يستطع ساركوزي الذي بدا مرتبكا ومتوترا اكثر من مرة تسديد ضربة قاضية تهز منافسه المتقدم عليه في استطلاعات الرأي. ومن المقرر ان تشهد فرنسا اليوم حالة من الهدوء مع بدء الصمت الانتخابي حيث تتوقف الحملات تماما من مهرجانات ومقابلات اعلامية بهدف عدم التأثير علي الناخبين في اللحظات الاخيرة قبل يوم الحسم الرئاسي. وتابع نحو 18 مليون شخص المناظرة المثيرة التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة وهو معدل منخفض بالنسبة للمناظرة السابقة التي جرت بين ساركوزي ومنافسته في الانتخابات السابقة سيجولين رويال عام 2007 والتي بلغ عدد مشاهديها 20.4 مليون شخص. وخلص معلقو التلفزيون الفرنسي الي أن أداء ساركوزي خلال المناظرة كان يشبه أداء "الملاكم" بينما كان اولاند الذي بدا هادئا وثابتا مثل "لاعب الجودو" يستخدم لفتات ذكية ليخل بتوازن خصمه. اما ساركوزي الذي يقاتل من أجل مصيره السياسي فإتهم منافسه مرارا بالكذب بشأن الارقام الاقتصادية وردد الكثير من الاحصائيات في محاولة لان يخل توازن منافسه.وحين قال اولاند ان الرئيس راض دوما عن سجله رد ساركوزي متسائلا "سيد اولاند حين تكذب بلا حياء فهل علي أن أقبل هذا؟". واكد انه لم تقع اي اعمال عنف خلال فترة ولايته مشيرا الي الاصلاحات الصعبة التي قام بها ومن بينها اصلاح نظام التقاعد.ووجه ساركوزي الاتهام لاولاند بالافتقار للكفاءة والكذب فيما وصف اولاند الرئيس المنتهية ولايته بأنه "رئيس فاشل" و"كائن بغيض". واتهم أولاند ساركوزي بعدم تحمل مسئولية المصاعب الاقتصادية التي كانت فرنسا تمر بها. وقال أولاند إن البطالة في فرنسا بلغت "معدلات قياسية" وأنه قد تم تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا.ورد ساركوزي إن فرنسا تجاوبت مع الاجواء الاقتصادية أفضل من غيرها من الدول الاوروبية.واتهم ساركوزي أولاند بتمثيل النقابات العمالية وليس فرنسا بأكملها. أما علي صعيد القضايا المتعلقة بالهجرة والنقاش الدائر بشأن اندماج المسلمين،سعي اولاند الي جذب تعاطف بعض الناخبين من خلال تأكيده علي انه لن يسمح بوجود لحوم (حلال) في المدارس أو ساعات مخصصة للرجال وأخري للنساء في حمامات السباحة. واكد ساركوزي أن القضية التي تواجهها فرنسا هي "وجود الإسلام في فرنسا.. وليس فرنسا في الإسلام". وأضاف أنه شكل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية خلال ولايته موضحًا أن الإسلام اصبح الديانة الثانية في فرنسا وأنه للحفاظ علي علمانية الدولة وتفادي الخلط قام بتبني قانون حظر النقاب.