نعلم ويعلم القاصي والداني والثوري والإخواني والسلفي والاشتراكي أن قانون العزل السياسي غير دستوري ولن يصمد قدر ساعة أمام هيئة قضائية موقرة (ابتدائية) ما بالكم بالمحكمة الدستورية العليا. نعلم ويعلم القاصي والداني أنه قانون تصفية حسابات، استنه الإخوان والمؤلفة قلوبهم ، قانون يخلو من اللياقة السياسية، ويمثل قمة العبث التشريعي، ويعيدنا القهقري إلي عهود ما قبل الثورة، ويفقدنا الثقة في مجلس الشعب، الذي يمرر قانون يعلم عواره ويجمع علي إصداره من باب المكايدات السياسية. نعلم ويعلم القاصي والداني أن القانون خرج ليقتص من الثنائي عمر سليمان وأحمد شفيق، باقي الأسماء في قائمة العزل لا تهم سلفيين ولا ثورييين ، جميعًا خارج السباق الرئاسي، لا يهددون فرص الإخوان في قمة السلطة، منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر في ليمان طره، ومنهم من هو مطارد في بلاد الإنجليز. عمر سليمان خرج من السباق قبل أن يدخل، أراح واستراح، أما شفيق فلم يكن شفيقًا بنفسه ولا بوطنه، شفيق لا يزال مصرًا علي تكملة مشوار صعب بل مستحيل، لم تقم ثورة في مصر ليترأسها شفيق، لم تنزل الناس الميادين لتنتخب شفيق، لم يسقط ضحايا ليخوض في دمائهم شفيق، كله إلا شفيق، وشفيق مصر علي الطيران في أجواء معادية تمامًا. لمس أكتاف الثوار، وجدع أنوف الإخوان، وشد لحي السلفيين، ليس من اللياقة السياسية في شيء، تغذية الاحتراب الأهلي ليس من المسئولية الوطنية في شيء، الأرض مبللة ببنزين سريع الاشتعال، البلد علي شفا جرف هار، جئت تطلب نارًا أم تشعل البيت نارًا. لو كنت مكان الفريق أحمد شفيق وعدت إلي السباق الرئاسي بقرار اللجنة الرئاسية العليا، واستعدت مركزي القانوني كمرشح رئاسي، وذهبت بقانون العزل إلي المحكمة الدستورية لتفصل فيما شجر بيننا، لانسحبت بشرف وكرامة وعزة نفس، وإباء وشمم ولفوت الفرصة علي المتربصين بالوطن، عودتكم من جديد قرار جد خطير، مقدمة لنتائج كارثية لا يحمد عقباها، والتحرير ساخن، والحرب الأهلية تدق الأبواب، حرب وقودها الناس والحجارة، لن ترحم أحدًا إلا من رحم ربي، وما ربك بظلام للعبيد. وحتي إذا ترشحت، وسبقت وفزت، لن تستقر البلاد، ستظل واقفة واجفة علي قدم وساق، ولن يهدأ العباد، سيحيلونها نارًا، ستطاردك المليونيات أينما كنتم ولو كنتم في بروج رئاسية مشيدة، صدقني لو اجتمعت الإنس والجن، لن ينفعوك بشيء، لن ينفعك غير ذكائك، وأنت ذكي وتعرف أن العصر غير العصر والأوان غير الأوان، البلد تغيرت، لن تعيد عجلات العربة إلي الخلف، ما كان مستساغًا قبلا صار الثوار يزدرونه في الميدان، وسبابه علي كل لسان، ترشيحكم مرفوض بقانون أو بغير قانون، هناك قانون آخر غير القانون الذي إليه تستندون، قانون التغيير، قانون صكه الشعب في الميادين، والجميع له صاغرون. لست وحدك من يستحق الانسحاب من السباق، كثر هم من ينسحب عليهم قانون الانسحاب الطوعي، قبول اللجنة الرئاسية لأوراق الترشيح لا تكفي للترشح، المهم القبول العام، الشكل العام، الرأي العام، السياق العام، انسحابك رحمة بالبلاد والعباد، وكما ناديت علي عمر سليمان أن انسحب، وكان حكيمًا لم يمار في قرار اللجنة، ولم يحولها لحرب ضروس، وغيره فعل الكثير ليشعلها نارا ، أطلب منكم بشرف الجندية أن انسحب، الانسحاب ليس هزيمة، ولكنه في علم الحرب نصر إلي حين. عندما تصطك الصفوف، وتتلاحم الجيوش، وتؤشر البدايات بنهايات محتومة يصبح الانسحاب نصرًا، فلتكن شفيقًا علي هذا البلد الأمين، هناك من سيتخذ من ترشيحكم مطية، تكأة لتنفيذ مخطط شيطاني ينتهي بالدمار، البلد علي شفا حرب أهلية، وسبحان الله الذي حفظ هذا البلد مما يدبر لها بليل، في عواصم عربية وأوروبية وأمريكية، كان ترشيح عمر سليمان سبيلا للفوضي والاحتراب الأهلي، تخارج عمر ليئد الفتنة، فلتتخارج حتي لا تصير فتنة، لعن الله الفتنة ومن أيقظها وعمل علي إيقاظها من ثباتها المشئوم. يقينًا وبالورقة والقلم ، الرياح ليست في شراعك، ولا يغرنك بالشارع الغرور، اليوم ليس يومك ، وخسارتك ستكون هدفًا، وسيكون خروجك مهينًا، أقسي عليك من خروجك الآن بشرف تعلمته في ميدان الشرف يوم كنت تدافع بشرف عن سماء هذا الوطن، هذا نداء الوطن فاسمع، عاقبة ترشيحك لن تسرك، وعنادك لن ينفعك، وذكاؤك هكذا يخونك إن أصررت علي الترشيح، يوم التصويت تسود وجوه وتبيض وجوه. سيادة الفريق، يعلم الله إلي أي حفرة تنزلق إليها مصر التي في خاطرك وفي دمك، مصر تنزلق بسرعة مخيفة إلي الهاوية، إلي قعر بير مالوش قرار، مصر علي شفا جرف هار، وأبناؤها فلذات أكبادها يدفعون العربة المعطلة بكل تصميم نحو المصير المحتوم، يعلم الله إلي أي مصير تذهب إليه مصر، صحيح اللي مكتوب علي الجبين لازم تشوفه العين، ومشيناها خطي كتبت علينا ومن كتبت عليه خطي مشاها، ولكننا نمشي بغير هدي، بغير خارطة طريق، قد ضل من كانت العميان تهديه، صم بكم عمي فهم لا يعقلون، وما كنت بهادي العمي عن ضلالتهم. سيادة الفريق انسحب هذا أرحم وأكرم، عندما يصل الاقتتال الرئاسي إلي القتل علي الهوية، إلي النيل من الحرمات، إلي كسر كل المحرمات، إلي ارتكاب كل الموبقات، إلي التتري في العار والتخوين والتلسين والغمر واللمز والقيل والقال، ويتنابذون بالألقاب، ويغتالون السمعة ويفتشون في غرف النوم، ويوغلون في الأنساب، ويسبون الأسباب، ويتمولون، ويبيعونها برخص التراب بثمن بخس دراهم قطرية معدودة، هل تخطو في هذا الطريق، هل تخوض في الطين، أتغرق في الطين؟! إنهم يوقدون نارًا في الوطن ويرقصون من حولها، يرقصون علي جثة الوطن ويترشحون، ويطعنون، ويتظاهرون، ويقطعون الطرقات، علي الآمنين المطمئنين باسم الثورة، والثورة منهم براء، الثوار هم أنبياء هذا الزمان، لماذا نكفر بدعوتهم ونصر علي إجهاض أحلامهم في التغيير، فليغيروا، فلنعطهم فرصة للتغيير، لماذا لا نوسع الطريق للثائر الحق، يأخذ بيدنا إلي أول الطريق؟!