جلال دويدار ليس من وصف لعقلية النظام الإيراني في تعامله مع العالم العربي سوي أنه يرتكز علي الغباء السياسي ممزوجا باستمرار التمسك بسياسة الارهاب والنزعة العدوانية القائمة علي غطرسة القوة والغرور. إنه بذلك يتخلي عما يمكن ان تمثله قيم الجيرة والأخوة الإسلامية اللتين من المفروض ان تحكما علاقاته بدول الخليج. ليس من نتيجة لمثل هذا التوجه سوي ان تتحول هذه الدول نتيجة لهذه المخططات غير المسئولة إلي معسكر الاعداء والمتربصين بالدولة الإيرانية أو علي الأقل الجنوح إلي السلبية تجاه المشاكل والازمات التي تتعرض لها في صراعها مع المجتمع الدولي. عدوانية النظام تتجسد بصورة جلية في محاولات التدخل في الشئون الداخلية للعديد من الدول العربية كما حدث مع العراق ومصر والسعودية والبحرين وفلسطين ولبنان.. هذا الأمر يثير الشكوك دائما حول طبيعة تحركاتها الاقليمية واهدافها.. وفيما يتعلق بمصر بالذات فان نظام الملالي لا يخفي حقده وتهديده لأمنها القومي من خلال التآمر وفتح الابواب لاستقبال العناصر الإرهابية. ليس أدل علي هذه الحقيقة من تسمية احد شوارع عاصمتها »طهران« باسم الاسلامبولي وهو الإرهابي الذي اغتال رئيس مصر الراحل أنور السادات »رحمه الله«.. في نفس الوقت فإنها عملت علي تحريض بعض الجماعات الفلسطينية في غزة - علي حدود مصر- إلي القيام ببعض الأعمال الارهابية الموجهة ضد الأمن القومي المصري بالاضافة الي تعويق عملية المصالحة الفلسطينية. وقد دأب هذا النظام الذي مازال متأثرا بالصبغة الفارسية التي أسقطها الإسلام علي مناهضة كل محاولات تحسين العلاقات الاسلامية الاسلامية من خلال تشجيع الممارسات غير المشروعة سواء ضد مصر أو ضد الدول العربية وبالأخص دول الخليج العربي. وفي إطار المحاولات الغبية لمواجهة عمليات الحصار الذي تفرضه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها علي ايران لإجبارها علي وقف أنشطتها النووية.. لجأ نظام الملالي إلي تصعيد أزمة احتلاله لجزر دولة الإمارات العربية الثلاث والتي تشمل أبوموسي وطنب الكبري وطنب الصغري.. علي أمل أن تكون- وفقا لوجهة نظره- ورقة ضغط يخفف استخدامها من عزلته. تحت هذا التصور قام أحمدي نجاد رئيس هذا النظام بزيارة جزيرة أبوموسي احدي الجزر الثلاث العربية المحتلة متحديا بذلك ما سبق وتم الاتفاق عليه بالعمل علي ايجاد تسوية سلمية للمشكلة في مقابل عدم لجوء دولة الإمارات العربية لاثارتها في المحافل الدولية. وكما هو معروف ومعلن فإن ايران مازالت رغم هذا الاتفاق ترفض التباحث من أجل تحقيق هذا الاتفاق. يأتي ذلك في نفس الوقت الذي تصر فيه علي عدم عرض الخلاف علي محكمة العدل الدولية المشروط بموافقة طرفي النزاع. وتواصلا لهذا الموقف يُقال ان تنظيم زيارة جزيرة أبوموسي الإماراتية استهدفت مساندة نظام الأسد الحليف الذي يتعرض لضغوط دول الخليج الرافضة لأسلوبه الدموي في تعامله مع الشعب السوري. علي كل حال وسواء كان الهدف هو لفت الأنظار وتخفيف الضغط علي النظام الإيراني أو حليفه فإن ما حدث أدي إلي خلق بؤرة جديدة لإثارة التوتر في محيط منطقة الخليج صاحبتها تحركات وصيحات استهجان لهذا السلوك العدائي. كان من الطبيعي ان تحقق هذه النزعة العدوانية تضامن كل الدول الخليجية مع دولة الامارات مؤكدة سيادتها علي الجزر الثلاث. وجاء رد فعل طهران سلبيا علي نفس التوجه القائم علي العدوانية والغطرسة التي لا نتيجة من ورائها سوي خلق المزيد من الاعداء. و»للحديث بقية«..