جلست في حضرة رجل رفض أن يورث ابنه الملك من بعده. ورفض العيش في رغد، وأقام دولة الاسلام علي أحدث ما تكون الدولة في زمانها، وأول من أقام مجلسا للشوري في الاسلام، وجعل انتخاب الرئيس والحاكم بالاختيار.. إنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. كلما جئت زائرا لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وصاحبه أبي بكر الصديق الذي كان خطابه يوم توليه الحكم درسا وعظة لكل حكام المسلمين. أقف أمام قبر عمر رضي الله عنه متواضعا. فقد كتبت عن الرجل كثيرا وخاصة في كتابي »توريث الحكم في الاديان السماوية« والذي صدر عن دار الأحمدي للنشر في عز سلطان وقوة حسني مبارك. ثم كتبت عنه مرة أخري في كتابي الجديد »الاسلام السياسي وثورات الربيع العربي«، ولا أعتقد أن كاتبا، أو مسلما ما ذكر اسم عمر بن الخطاب إلا ودعاله، ثم دعا لحفيده من بعده عمر بن عبدالعزيز. كان لعمر فضل السيطرة علي قرارات أول برلمان إسلامي لانتخاب أول خليفة لرسول الله صلي الله عليه وسلم، والذي عقد في سقيفة بني ساعدة، وحاول الكثيرون من الانصار والمنافقين أن يجعلوا الخلافة والرئاسة موضع طمع ولكنه رفض. وفي أيامه نظمت الدولة الاسلامية، وانشئت الدواوين وتم إنشاء »بيت الدقيق« لمساعدة الفقراء.