هل نري بمصر وفاء لمن يقوم بالعطاء؟ .. الخميس الماضي كرمت سيدة مصر الأولي سوزان مبارك حرم السيد رئيس الجمهورية بنيل الدكتوراه الفخرية في الاجتماع من جامعة القاهرة تقديرا لما قامت به في »رحلة تنوير وتمكين للعقل والانسان« عبر أكثر من ثلاثين عاما.. وضعت فيه بكل إصرار وصدق وتفان تحديات عامة وقضايا مهمشة في قلب منظومة العمل الوطني.. أشير إلي جزء منها في حيثيات منح الدكتوراه الفخرية.. أما رحلة التنوير فشملت مبادرات عديدة للكتاب والمكتبات والتعليم ومنها القراءة للجميع ومكتبة الاسرة ومكتبة الطفل ومكتبات مبارك وتطوير اكثر من مائتي مكتبة في التسعينات والمكتبات المتنقلة ومكتبات الحدائق من عرب المحمدي حتي تم تتويجها بمكتبة الاسكندرية منارة للفكر والثقافة للمصريين وللعالم.. واتساءل كم من الشباب والنشء تعلم حرفا وقرأ كتابا من نهر المعرفة المتواصل لأكثر من عشرين عاما قراءة للجميع طبع منها ما يزيد عن اربعين مليون كتاب في متناول جميع ابناء الوطن دون تمييز.. ومبادراتها من اجل تطوير التعليم شملت مبادرة المائة مدرسة والذي تجاوز ما تم تطويره من مدارس فيها 824 مدرسة في المرج والسلام والنهضة والزيتون وامبابة وبولاق الدكرور والوراق والاقصر واسنا وارمنت والفيوم تبدل فيها حياة من يتعلم من ابناء وبنات ومعلمين وعائلات لمدارس ومجتمعات دخلت لأول مرة بوابة الأمل.. أما في مجال التمكين للمرأة سجل للسيدة الفاضلة سوزان مبارك دورها الرائد في انشاء المجلس القومي للمرأة والذي - منذ نشأته - وضع قضايا المرأة علي اجندة العمل القومي للمجتمع وقام بإصدار قوانين وتشريعات تحقق التوازن للمرأة كشريك متكافئ في مجتمع واحد في الاجر وفي الحقوق وفي الاحوال الشخصية وفي حقوق منح الجنسية للابناء وفي انشاء محاكم الاسرة.. وفي مجال تمكين الفقراء قادت إعادة بناء المساكن والمدارس المتضررة بالزلزال وكذا تطوير المناطق العشوائية في احياء النهضة وعين شمس وعين حلوان وزينهم وعرب الولدة.. وفي مجال رعاية المرأة والطفولة والسكان قادت انشاء المجلس القومي للطفولة والامومة والمبادرة الخاصة بالقانون الموحد للطفل، وحماية اطفال الشوارع ومبادرة تعليم الفتيات ومدارس الفصل الواحد.. وفي مجال الدعوة للسلام اسست السيدة الفاضلة سوزان مبارك مبادرة المرأة من اجل السلام نموذجا لريادة عالمية- غير حكومية- لنشر فكر وثقافة السلام باحترام الثقافات والحضارات وقيم السلام داخل وخارج مصر خاصة مع وبين الشباب من اجل غرس منظومة قيم للتعايش والحوار والمحبة تواجه ما نراه من عنف وتطرف وتحريف.. وأخيرا مبادرة للتصدي للاتجار بالبشر.. ولم يذكر بالقدر الواجب دورها في تشجيع الاسراع بالدخول لعصر المعلومات فقد قادت وساندت نشر الانترنت في مصر في اوائل التسعينات وبناء نوادي القرن الحادي والعشرين لكل اطفال وشباب مصر من اسوان وقنا وسوهاج والمنيا إلي الاسكندرية وأول مسابقة- باسمها - لحزم البرامج للاطفال والكتاب ومبادرة نشر الحاسبات في المدارس، وإدخال وافتتاح مراكز المعلومات ودعم القرار بالقري المصرية وكانت الاولي من نوعها في العالم في التسعينات وحماية النشء من مخاطر الانترنت وغيرها.. استرجعت وأنا اتابع مراسم الاحتفال الكبير في جامعة القاهرة سجلا مشرفا لرحلة عمل وعطاء.. اكتسبت فيها حب واحترام مجتمع بكامله.. بتنوعه واختلافه.. التقدير الادبي للدكتوراه الفخرية هو لمسة وفاء من مجتمع لسيدة فاضلة تعشق مصر.. اكتسبت عن جدارة مكانتها في قلوب وعقول المصريين.. وللحديث بقية