صدمة الشعب المصري، والقوي السياسية من ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان لرئاسة الجمهورية لم تكن بقدر صدمة بعض أعضاء الجماعة، والحزب في مصداقية مرشدهم العام، ونائبه في الوعود التي قطعوها علي أنفسهم بعد نجاح ثورة يناير بعدم ترشيح رئيس للجمهورية من داخل الجماعة.. وأن أقصي آمالهم تمثيل الإخوان داخل البرلمان بنسبة 35 ٪، فهدفهم هو المشاركة لا المغالبة.. إلا أن مخططهم الذي لم يفصحوا عنه أثبتته الأيام، الا وهو تحقيق المغالبة علي كل مؤسسات الدولة بدءا بالتشريعية وانتهاء بالتنفيذية وليس غريبا أن تكون السيادية ايضا .. ويجب أن نعترف بأن هذا قد تحقق لهم بنسبة 80 ٪ حتي الآن.. وهذا راجع إلي طيبة الشعب المصري وبساطته في تصديق وعودهم لحل مشاكلهم.. وتحقيق حياة كريمة لهم بعد المعاناة التي عاشوها علي مدار ثلاثين عاما من حاكم متسلط مستبد.. إلا أن المخطط بدأ ينكشف خطوة تلو الأخري منذ انتخابات مجلسي الشعب والشوري.. ثم اللجنة التأسيسية للدستور.. وانتهي بإعلان ترشيح الشاطر للرئاسة الذي أكد أكثر من عضو من أعضاء الجماعة المنسحبين منها عقب إعلان ترشيحه لصدمتهم في مرشدهم العام الذي يدينون له بالولاء والطاعة.. قال تعالي في كتابه العزيز "ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين".. صدق الله العظيم. أنا لا أتصور كيف أوقع المرشد العام والشاطر أنفسهم في هذه الورطة التي أدت إلي حدوث شرخ وانشقاقات داخل الجماعة التي حافظوا علي كيانها أكثر من ثمانين عاما منذ عهد الملك فاروق وحتي الآن.. إن ترشيح الشاطر في هذا الوقت بالذات أثبت للشعب المصري بأكمله، ليس لأعضاء الإخوان فقط أن الإعداد لترشيحه لم يكن مصادفة بل تم التخطيط له منذ عقد صفقتهم مع عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت الذي طالبهم بترك الميدان مقابل إخراج الشاطر وحسن مالك من السجن.. وبالفعل تمت الصفقة، وخرج الشاطر في مظاهرة حب من مؤيديه من أعضاء الجماعة.. والمؤكد للجميع أن ترشيحه في هذا الوقت جاء نتيجة تأكد المرشد من ضرورة إنسحاب الشيخ حازم أبو إسماعيل من الترشح بعد التأكد من حصول والدته علي الجنسية الأمريكية .. وأصبحت الساحة فارغة أمام الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي تم فصله من الجماعة نتيجة رغبته في الترشح للرئاسة في الوقت الذي أكدت فية الجماعة عدم ترشح أحد من داخلهم.. واعتبرت أن هذا عصيان لطاعة ولي الأمر أي المرشد.. فلماذا تم ترشيح الشاطر الآن، وهو نفسه قد أكد عدم عزم الجماعة عن ترشيح أحد من داخلها.. وفي لقائه في قناة الجزيرة قال له المذيع إن إحدي الجرائد الأمريكية وصفته بأنه داهية وبرجماتي، وأنه سيتم ترشيحه في النهاية.. أكد أن هذا غير صحيح وغير مطروح لأن مجلس شوري الجماعة لايرجع في قرارته.. وأن موقف الإخوان من تأييد أحد المرشحين غير الإسلاميين سيتحدد قبل غلق باب الترشح. أين المصداقية ياولي الأمر أنت ونائبك.. لماذا أوقعتم أنفسكم في هذه الورطة التي جعلت البعض يصفكم بالكذب.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كان فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتي يدعها إذا حدث كذب".. ونحن نسأل الشاطر باعتباره المرشح المحتمل ماذا دار بينه وبين جون ماكين من أجل الشفافية المطلوبة من مرشح الرئاسة خاصة أن سفر الأمريكان المتهمين في قضية التمويل الأجنبي تمت بعدها مباشرة .. بالإضافة إلي بعد الأقاويل حول الصفقة التي تمت بينه وبين ماكين لإخراج الأمريكان مقابل تأييده في الترشح للرئاسة.. وبالرغم من علامات الاستفهام الكثيرة عليه إلا أن مآخذ فقد المصداقية للمرشد ونائبه التي كانت تمنحه قوة الولاء والطاعة بين أعضاء الجماعة تعتبر المآخذ علي ترشيحه.. لهذا فنحن نتمني أن يراجع المرشد نفسه ومجلس شوري الجماعة لعودة مصداقيته بين أعضاء جمعيته.. وكسب احترام الشعب المصري.. فلا عيب في هذا والرجوع للحق فضيله.. وعجبييييييي!