ان فضيحة سرقة لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ من متحف محمد محمود خليل وحرمه ليست مجرد حلقة من حلقات الاهمال والتفريط.. وانما هي القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت حجم التخبط والعشوائية التي يتم التعامل بها مع كنوز فنية لا تقدر بثمن مما جعل السارق يستولي عليها بمنتهي السهولة دون أن تمنعه حراسة بشرية غير مؤهلة ،وفي مأمن من مراقبة الكاميرات المعطلة ، وفي غياب المرشدين المتحفيين سمح للزوار بالتجول في أرجاء المتحف كما يشاءون. مع عدم وضع أي حواجز او حتي زجاج يحول دون لمس اللوحات.. فأي لص يمكن أن يفوت كل هذه الظروف المشجعة لسرقة لوحة قدر ثمنها بخمسة وخمسين مليون دولار.. ويخرج بها من أبواب المتحف بكل امان .ومن أغرب تداعيات الحادث انه كشف أن جميع متاحفنا وما بها من كنوز غير مؤمن عليها لدي شركات التأمين التي تراقب اجراءات الحماية والصيانة ضد السرقة والحريق وتدفع تعويضات مالية ضخمة في الحوادث . اما المتابع لما ينشر من دفاع رئيس قطاع المتاحف الذي يعتبر نفسه كبش فداء للحادث في مقالاته التي يرسلها للصحف من محبسه معترفا بما فيها من أوجه الاهمال المخزي فهي أكبر ادانة له ولكل مسئول بوزارة الثقافة أما وزير الثقافة فقد علق مستنكرا: (ده احنا شايلين عنه بلاوي) في تلويح وتهديد بفتح ملفات مسكوت عنها .. هذا هو حال كنوزنا المستباحة التي تدار بعقليات تستكثر انفاق الاف الجنيهات علي حراسة المتاحف والتأمين عليها وتنفق الملايين ببذخ علي المهرجانات والاحتفالات. الكل مدان بلا استثناء ولابد من وقفة حاسمة دون حاجة لكبش فداء!