التحية واجبة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الجديد الدكتور أحمد الطيب وهو يبدأ مهمته الجديدة التي ينبغي ان يتكاتف الجميع لانجازها من أجل استعادة مكانة الازهر الشريف وتفعيل دوره في ظروف بالغة الصعوبة، يتعرض فيها الاسلام لحملة تشويه متعمدة من اعداء الخارج، ويتعرض لما هو أسوأ من أبنائه.. بالتطرف والانقسام وإهمال اعظم ما جاء به ديننا الحنيف من مبادئ كريمة تحض علي العدل والمساواة والحرية، وتتمسك بكرامة الانسان وتعلي من قيمة العقل وتجعل من طلب العلم فريضة علي المسلمين. التحية واجبة، والمساندة مطلوبة لكل خطوة علي هذا الطريق الذي ستقف في وجهه قوي التطرف ودعاة الانغلاق والتعصب، وجماعات التكفير، والمتمسكون بأفكار القرون الوسطي والرافضون لأي اجتهاد حقيقي يعتمد علي العلم ويرفض الشعوذة وينطلق من قاعدة انه حيثما تكون المصلحة الحقيقية للمسلمين يكون شرع الله. ولأننا نحرص علي ان تتهيأ الظروف المناسبة لتوحيد الجهد وراء أي حركة جادة لاستعادة مكانة الازهر الشريف وإصلاح احواله، فليسمح لنا فضيلة الامام الاكبر ان نختلف مع ماذهب اليه من ان عضويته بالمكتب السياسي للحزب الوطني لاتتعارض مع موقعه كشيخ للازهر، وانه سيواصل الجمع بين امامة المسلمين السنة وبين عمله الحزبي. عفوا يا مولانا.. فهناك ألف سبب لوجود التعارض بين المهمتين. وأولها وأهمها الحرص علي ان تبقي مكانة الامام الاكبر بعيدا عن الصراعات الحزبية التي لابد ان يخوضها من مكانه في قيادة الحزب الوطني أو أي حزب آخر. حيث الالتزام الحزبي فوق اي اعتبار، وحيث الجهد ينبغي ان ينصرف لدعم الحزب، وحيث تكون هناك تكليفات حزبية لابد ان يوفي بها، والا تعرض للمحاسبة الحزبية، وحيث عالم السياسة بدهاليزه العصيبة ومناوراته وتحالفاته وصداماته وصفقاته التي تحكمها المصلحة الحزبية وحدها. إن الامام الاكبر- بصفته الحزبية- مطالب بدعم مرشحي الحزب الذي يحتل مكانا في قيادته في الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما يعني صراعا مع الاحزاب الاخري في وقت ينبغي ان ترتفع قامة الامام الاكبر ليحتضن الكل ويجمعهم حول ازهر واحد يتسع للجميع ويكتل جهودهم من اجل استعادة مكانة الازهر الشريف وصد موجات التطرف الغريبة عن مجتمعنا. ان الامام الاكبر- بموقعه الحزبي- يضع نفسه في موقع التبعية وربما المساءلة امام كيان آخر، في حين أن القانون وان كان قد جعل تعيينه من سلطة رئيس الجمهورية، الا انه حرص علي تحصين موقعه في الازهر من الإبعاد او الاقالة، حرصا علي استقلالية ينبغي ان تتدعم لا ان يتم التنازل عنها علي باب هذا الحزب أو ذاك. ان فضيلة الامام الاكبر يفسر موقفه أنه يدرك صعوبة المعارك التي سيخوضها وحاجته لدعم الدولة للازهر الشريف في هذه المعارك . وهنا ينبغي الا نخلط بين الدولة والحزب »حتي لو ضاعت الحدود عندنا في الكثير من المواقف« فالدولة مطالبة بدعم كل جهد لاستعادة مكانة الازهر ودوره الاساسي، ولكن هذا لايتم بعضوية المكتب السياسي للحزب الحاكم بكل اعبائها وتكلفتها الباهظة علي الامام الاكبر، وانما بإقامة العلاقات الطيبة بكل مؤسسات الدولة وبكل هيئات المجتمع، وبحشد كل الامكانيات لخطة إصلاح وتجديد لمؤسسة الازهر يقف الجميع وراءها. ثم.. كيف يكون الامر اذا سار الكل علي طريق الامام الاكبر باعتبار ان القانون لايمنعه »ولايمنع غيره« من الجمع بين الموقع الديني الرفيع وبين العضوية التنظيمية في الاحزاب .. وماذا يمكن ان يحدث اذا اختار فضيلة المفتي مثلا ان ينضم لحزب آخر يحتل فيه موقعا قياديا. وهل نري- في مثل هذه الحالة- الرجلين يخوضان المعارك السياسية من موقعيهما الحزبيين علي حساب المؤسسة الدينية وماينبغي لها من احترام وتوقير وتوحيد للكلمة والجهد في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الامة سواء داخل مصر أو في عالمنا العربي او الإسلامي؟! واذا كانت الظروف الآن لا تفتح الباب لتبادل السلطة، فماذا عن المستقبل؟ وهل سيكون علي الامام الاكبر- اطال الله في عمره- ان يغير ولاءه الحزبي اذا تغيرت مواقع الاحزاب حتي يتحقق له الدعم المطلوب ام ينتقل لصفوف المعارضة؟ ثم لماذا هذا كله وفضيلة الامام الاكبر لابد ان يكون فوق هذا كله، والخلط بين قيمته الدينية الكبري وموقعه الحزبي لن يفيده، ولن يفيد الازهر، ولن يفيد الاسلام والمسلمين، وسوف يقيد خطواته ويثير التساؤل حول كل قرار يتخذه وعلاقته بالحزب أو بالازهر الشريف. ان فضيلة الامام الاكبر يقول »إن الحزب الوطني يحتاج إلي الازهر والعكس صحيح« والحقيقة ان مصر كلها تحتاج الازهر وليس الحزب الوطني فقط، والعكس صحيح ايضا. فالازهر يحتاج لمساعدة كل مؤسسات الدولة وكل هيئات المجتمع في معركته لاستعادة مكانته من اجل ان يكون رمزا للاعتدال ورسالة للمحبة بين المصريين جميعا، وحربا علي التطرف والتعصب في مصر وفي العالمين العربي والاسلامي. يبقي التقدير للإمام الاكبر علي تأكيده انه لن يزور القدس إلابعد تحريرها لان ذلك يعد اعترافا بشرعية الاحتلال، ورفضه لاي مشاركة مع اسرائيليين في اي مؤتمر، وسعيه لوأد الفتنة بين السنة والشيعة بما في ذلك عدم استبعاد زيارة لايران.. وفي كل هذه المواقف وغيرها مما يتفق عليه الناس أو يختلفون يبقي الحديث من موقع مستقل للازهر الشريف هو الذي يعطي لمواقف الامام الاكبر وكلماته قيمتها ومكانتها. واظن ان الرئيس مبارك- بعد عودته سالما للوطن بإذن الله- سوف يكون اكثر إدراكا لهذا الحقيقة من الامام الاكبر نفسه، وسوف يحسم الامر بما يؤكد ان الدولة كلها ستكون وراء الجهد المطلوب لاستعادة مكانة الازهر وتفعيل دوره.. بعيدا عن صراعات الاحزاب وخلافاتها. آخر كلام حتي عيد تحرير طابا لم نحتفل به كما يجب، وقبله كان يوم الشهيد واعياد الجلاء والنصر.. لاتحاسبوا الشباب اذا كان جاهلا بتاريخ الوطن، بل حاسبوا من يعبثون بذاكرة الامة حتي كاد »عيد فالانتاين« يصبح هو العيد القومي!! التقرير الجديد للدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الذي اكد فيه مرة اخري ان عائد التنمية لم يساهم في تحسين احوال المواطنين »يعني ذهب للمحظوظين« وان نسبة الفقراء ارتفعت إلي اكثر من 32٪ لن تكون له الا نتيجة واحدة وهي فوز الدكتور يوسف غالي بجائزة احسن وزير مالية في العالم ربما للمرة الخامسة والسبعين، و... موتوا بغيظكم، أو بفقركم!! بعض برامج الفضائيات تتعامل مع قضايا فساد بعض رجال الاعمال بمنطق »اهبش يا هباش.. بس ما تنساناش«!! والنتيجة- حتي الآن- مجزية جداً للطرفين!!