حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من موجة هجمات عنيفة يخطط مسلحو تنظيم القاعدة لشنها خلال الأيام القليلة المقبلة بالاشتراك مع جماعات مسلحة أخري من بينها »حزب البعث المنحل« مشيراً إلي أن تلك الهجمات قد تمتد إلي مختلف أنحاء العراق. جاء ذلك قبل ثلاثة ايام من انتهاء المهمة القتالية للجيش الامريكي في العراق رسميا في 31 اغسطس الجاري. وأمر المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي بوضع قوات الأمن في حالة تأهب، كما طلب من مسئولي الحكومة بمختلف المحافظات اتخاذ أقصي درجات الحيطة والحذر. وقال إن لدي حكومته مؤشرات علي أن تنظيم القاعدة وبقايا فلول البعث يخططون بدعم خارجي لشن سلسلة من التفجيرات والقتل في محافظات مختارة من الجنوب الي الشمال. واضاف أن تلك الهجمات ستضرب عبر البلاد مستهدفةً أهدافاً تابعة لمؤسسات حكومية بشكل خاص. ويأتي تحذير المالكي بعد يومين من سلسلة تفجيرات وصل عددها إلي 20 تفجيراً ضربت 13 مدينة عراقية استهدفت في غالبيتها أفراد القوات الأمنية وأسفرت عن سقوط 62 قتيلاً وأكثر من 286 جريحاً. وتبنت »دولة العراق الاسلامية« في بيان هذه الهجمات المنسقة في عشر مدن عراقية يوم الاربعاء الماضي. وعلي صعيد ازمة تشكيل الحكومة العراقية, تراجع الائتلاف الوطني العراقي عن موقفه الرافض لترشيح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لرئاسة الحكومة وذلك أثناء اجتماع عقده زعماء الائتلاف يوم الخميس الماضي. وقال عضو الائتلاف الوطني مقداد البغدادي إن القرار جاء بعد سلسلة من اللقاءات والمشاورات.وأوضح أن القرار يأتي من باب إبداء المرونة بهدف تحريك العملية السياسية. وكان الائتلاف الوطني العراقي قد أكد في وقت سابق رفضه استئناف المباحثات مع ائتلاف دولة القانون إلي حين استبدال مرشحه نوري المالكي الذي يواجه رفضا من بعض مكونات الائتلاف. وفي واشنطن, شكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قواته العائدة من العراق في إطار إنهاء العمليات القتالية هناك وقال إن جنوده جعلوا الولاياتالمتحدة أكثر أمنا. وقال أوباما -في رسالة شكر مصورة نشرت علي الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض- أريد أن أنتهز هذه الفرصة لأقول شكرا لكل الرجال والنساء الذين عملوا في العراق والذين ما زالوا يعملون هناك".وأضاف "التزامكم وشجاعتكم جعلا الولاياتالمتحدة أكثر أمنا وساعدا علي إحلال الديمقراطية بالعراق. ومن المقرر أن يلقي أوباما وهو حاليا في عطلة- خطابا للأمة من البيت الأبيض بعد غد الثلاثاء وهو اليوم الذي سينسحب فيه الجنود الأمريكيون من القتال بالعراق لكنه سيقوم قبل ذلك بزيارة للقاعدة العسكرية بتكساس حيث سيلتقي بالجنود. ويذكر أن البيت البيض أطلق حملة »شكرا للجنود« عبر المواقع الإلكترونية الشهيرة مثل »يوتيوب« و"فيسبوك« و»فليكر« و»تويتر«. وفي بيان "غير معتاد"، كشف الجيش الأمريكي في بيان أن مسئولاً عراقياً استولي علي شحنة من أجهزة كمبيوتر قيمتها 1.9 مليون دولار أرسلتها واشنطن إلي مدارس في العراق وباعها في مزاد علني بأقل من 50 ألف دولار.واشار البيان إلي خلل كبير في نقل شحنات المساعدة علي إعادة الإعمار والفساد الذي يواجهه المجتمع العراقي. واوضح إن "أجهزة الكمبيوتر وصلت في حاويات مغلقة تتطابق أرقامها مع بيان شركة النقل".وكان المسئولون الأمريكيون يستعدون لتسليمها إلي مدارس بابل عندما اكتشفوا أن أجهزة الكمبيوتر اختفت وذلك بعد 8أيام من بيعها في المزاد.وأوضح الجيش الأمريكي أن الحاويات بيعت في مزاد علني في 16 أغسطس الجاري مقابل 47 ألفا و500 دولار مشيرا الي أن الوثائق التي سلمها مسئولو الجمارك العراقية تثبت ذلك. واضاف إن الجنرال فنسنت بروكس قائد فرقة الجنوب في الجيش طلب فتح تحقيق فوري في تصرفات المسئول في أم قصر لتحديد سبب بيع أجهزة الكمبيوتر التي كانت مرسلة إلي أطفال للمساعدة في تعليمهم.