تابعت، كما تابع غيري وهم كثر توابع جوائز الدولة التقديرية، في العلوم، وفي الآداب، وكالعادة، في كل عام، وعقب اعلان أسماء الفائزين، يدور جدل حول أحقية الفائزين بهذه الجوائز، عالية القدر والقيمة، وترتفع الشكوي من بعض الذين لم يحالفهم الحظ بالشكوي، فهم يرون من خلال انتاجهم العلمي المتميز أنهم أحق بهذه الجوائز، ولكن الهوي والغرض والرضا السياسي من اولي الأمر، وكأنها مكافأة للاحباب تقديرا لخدماتهم وليس لإنجازاتهم النافعة ، وجهودهم في تقليص فجوات التخلف العلمي التي تفصلنا عن العالم المتقدم، أو ان ما ينتجونه اضافة فكرية للنهوض بالمجتمع اجتماعيا وسياسيا وأدبيا وفنيا.. الخ.. وأن هذا الانتاج، العلمي والتكنولوجي، والفكري، له تطبيقات نافعة علي أرض الواقع.. وليس مجرد دراسات نظرية معادة مآلها الحفظ علي ارفف المكتبات . ان هذه الجوائز، عالية القدر والقيمة، لا تمنح باسم أكاديمية البحث العلمي أو المجلس الأعلي للثقافة.. إنما تمنح باسم الدولة المصرية ومن ثم فهي ليست هبة من مسئول، أو مكافأة سخية تذهب إلي جيوب ذوي الحظوة، من المعارف والأصدقاء واتباعهم، يتم توزيعها وفق الهوي والمزاج الشخصي علي كل من تتوافر فيه مواصفات الولاء السياسي، ولا صلة لها بالعلم والتفوق، وخدمة المجتمع.. والحديث في هذا الموضوع، سبق ان تناولناه أكثر من مرة، ولكن من يقرأ، ومن يسمع ومن يعي.. وستظل ريمة الملعونة تمارس عادتها السيئة، وما أكثر مساوئها في هذا البلد، تسير علي مبدأ: من ليس معي فهو ضدي، ولن تقوم قائمة للبحث العلمي ولكل باحث متفوق، أو مفكر مجتهد، مادام هذا النهج قائما يحكم حياتنا في ظل ترحيب الدولة بأمور أخري غير العلم والثقافة. وبهذه المناسبة، تلقيت من د. رضوان صدقي فرج أستاذ الكيمياء الحيوية المتفرغ، كلية الزراعة، جامعة القاهرة، رسالة حول هذا الموضوع، واتركه يحكي قصته مع هذه الجوائز، تقول الرسالة: اكتب إليك بمناسبة الانتهاء من اعلان أسماء الحاصلين علي جوائز الدولة التقديرية في العلوم، وابدأ بتعريف نفسي إلي المجتمع العلمي، والرأي العام وإلي سيادتكم: حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية مرتين، الأولي عام 8791، والثانية عام 4891، في العلوم الزراعية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي. وكان ترتيبي الأول علي الحاصلين علي هذه الجائزة في العامين المذكورين. وحاصل علي جائزة جامعة القاهرة التقديرية في العلوم الأساسية عام 8002 ورشحتني الجامعة هذا العام كمرشح وحيد يمثل جامعة القاهرة للحصول علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الزراعية واستبعدت الجامعة باقي المرشحين.. كما ان لي مدرسة علمية واسعة الانتشار تشمل 05 درجة دكتوراة و54 درجة ماجستير ولي مؤلفات خمسة في مجال الكيمياء الحيوية. ومحكم عالمي حيث قمت بتحكيم أكثر من 04 بحثا لمختلف المجلات العلمية العالمية المحترمة. وقمت بنشر 051 بحثا عالميا، وبعض هذه الأبحاث تم تسجيلها كبراءات اختراع PATENT في أمريكا، وانجلترا، وفرنسا. ونظرا لتداول هذه الأبحاث عالميا فقد أعطي لي رقم: 12-h-Citation index. ومع كل هذه الإنجازات العلمية، فوجئت باستبعادي من الحصول علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الزراعية.. وقد سمعت ان أكاديمية البحث العلمي قد وضعت نظاما من عدة نقاط، ولكل نقطة عدد معين من الدرجات لتحديد أسماء العلماء المستحقين لنيل جوائز الدولة، وبحسب المعلومات التي سمعتها بأن أهم نقاط التقييم هو النشر العلمي العالمي وكذلك Citation index. انني اقترح ان تقوم الأكاديمية بنشر جدول يبين أسماء العلماء الحاصلين وغير الحاصلين علي الجوائز وبيان توزيع عدد النقاط التي خصصت لكل مرشح حتي تكون الشفافية والعدالة واضحة للجميع، وأن الحق ذهب لصاحبه عن جدارة واستحقاق. وليس عن طريق المجاملة و الشللية البغيضة .