كنت أعمل في اسيوط مساعدا لمدير الامن في فترة الثمانينيات وكانت اسيوط طاردة لاولادها فالبؤس والفقر يطل من كل ركن من اركانها ومنذ عدة ايام نزلت اسيوط في زيارة خاصة وجدتها تحولت الي باريس في النظافة والشوارع الفسيحة ودهان اغلب منازلها والمباني الحكومية باللون الطوبي الاحمر واللون البيج مثل الوان جامعة اسيوط مصدر الحضارة في اسيوط وتم هدم جميع الاسوار لكل المباني المطلة علي النيل وتحويلها الي اسوار يمكن للسائر في الشارع مشاهدة النيل في كل مكان حتي سور استراحة المحافظ تم هدمه حتي يري الشعب جمال النيل وطلبت من السائق الذي يرافقني ان اتجول في شوارع اسيوط فوجدت كورنيش النيل لا يقل عن كورنيش نهر السين بلندن وجدت ان الغالبية العظمي من اسيوط تم تحويلها الي مساحات خضراء وحدائق عامة ومتنزهات بمساحات كبيرة جدا لا تقل عن مائة فدان ووجدت مسارح علي ضفاف النيل وفي الحدائق العامة تقدم بها العروض الفنية لمحدودي الدخل وكمية اللوحات الجدارية بالميادين العامة اعدادها كبيرة من لوحات الفسيفساء فكل شوارعها نظيفة مثل اوروبا ومحطة الاتوبيس تم تطويرها ومحطة السكة الحديد اصبحت لا تقل عن محطات سكة الحديد في العواصم الاوروبية بعد ان كانت منذ زمن مأوي للشمامين وكل ضارب دماغ بانجو لقد اصبحت اسيوط باريس جديدة في الصعيد بفضل مهندس الديكور الفنان المحافظ نبيل العزبي الذي احب اهل اسيوط فأحبوه ويجد في العمل في اسيوط متعة خاصة في تعميرها لذلك يعمل يوميا عشرين ساعة من العطاء فأحبه اهل اسيوط لدرجة ان احد سائقي التاكسي قال لي لو نقل نبيل العزبي من اسيوط سوف نعتصم في الشوارع في اسيوط انه اعتصام محبة والذي يلفت نظرك مدي المحبة والاخوة بين المسلمين والمسيحيين رغم ان اسيوط كانت منبع التعصب الطائفي. انتهي التعصب الطائفي بها بفضل سياسة المحافظ العادلة والمتوازنة مع الجميع لدرجة ان احد القساوسة قال لي لم يعد لنا مشاكل فالمحافظ لديه حل قانوني لكل مشكلة سواء للمسلمين أو المسيحيين ان روشته النجاح للمسئول التنفيذي شاهدتها علي الطبيعة في اسيوط. كاتب المقال : عضو مجلس الشوري