كان لابد أن أعود إلي ما كتبته منذ أسبوعين تحت عنوان »ماذا جري للمصريين«. والسبب هو ذلك الخبر المروع الذي قرأناه منذ أيام عن قيام مذيع تليفزيوني بقتل زوجته برصاصة من مسدسه بعد أن تشاجرا وقامت الزوجة -حسب كلام المذيع- بصفعه علي وجهه. ما كنت أتحدث عنه هو ذلك التطور الكبير - اذا جاز أن نسميه تطورا- في شخصية المصريين.. فأصبح من السهل الآن أن نقرأ اسم أي شخص نعرفه مسبوقا بكلمة قاتل. ولأن الحادث بشع وسبقه منذ أسبوعين حادث قيام سائق بقتل ستة مهندسين.. بمنتهي البساطة التي يذبح فيه انسان فرخة.. فإن القضية تحتاج دراسة علمية مستفيضة. ليس فقط من الناحية النفسية ولكن الاجتماعية والاقتصادية ايضا.. وربما يحتاج الأمر الي دراسة طبية علي التغيرات التي قد تكون قد حدثت في المخ المصري -اذا كان هناك مخ - وجعلته يصدر بسرعة قرارات انفعاليه.. واقول المخ المصري لأن المصريين هم الوحيدون في العالم الذين يأكلون المخ.. »كل كبدة ومخ باطمئنان.. واقرأ الفاتحة للسلطان«. طبعا نحن لا نريد أن نسبق الأحداث فيما يتعلق بالقضايا المنظورة أمام المحاكم أو التي هي تحت التحقيق.. ولا نحب أن نخوض في أمور شخصية.. ولكن الطبيعي ان نناقش هذا التغير السلوكي لدي المصريين والذي يظهر في صور كثيرة غير القتل وسفك الدماء.. ربما اكثر من ذلك مثل الانفعالات المبالغ فيها عندما نشاهد أي مظاهرة أو وقفة احتجاجية.. والعنف والعند والتهور أحيانا. طيب اذا لم يكن أكل المخ هو السبب.. هل من الممكن أن يكون البانجو هو السبب.. بعد نجاح أجهزة مكافحة المخدرات في القضاء علي الحشيش.. هل كان من الأفضل أن يكون لدينا مساطيل بدلا من »الملاحيس« الذين لحس البانجو عقولهم.. طبعا لا هذا ولا ذاك.. أنا فقط أطرح الأمر للنقاش.. ربما يكون الطرح مفيدا. واذا لم يكن اكل المخ أو لهط البانجو هما السبب في لحسة مخ المصريين.. هل يكون التصاق المحمول به هو السبب.. المصريون من اكثر دول العالم استخداما، للمحمول بسبب أو بدون سبب.. هل مسلسلات التليفزيون هي السبب خاصة ونحن مقبلون علي رمضان وطوفان المسلسلات. طيب اذا لم تكن عقولنا »اتلحست«.. فبماذا تفسر انتحار شاب رفض اهل محبوبته زواجه منها.. أو انتحار شابة لم تحصل علي مجموع في الثانوية العامة يؤهلها لكلية الطب.. أو ركوب 91 شابة في مركب نيلي صغيرة لا تسع لأكثر من اربعة.. أو اتفاق امرأة وزوجها علي قتل ابيها.. أو ترك سيدة تموت وحدها ولا يسأل عنها أي من افراد اسرتها منذ 3 أعوام. اذا لم يكن شيء قد جري لعقولنا.. فبماذا تفسر تطبيق التوقيت الصيفي ثم الشتوي في رمضان ثم الصيفي لمدة 02 يوما ثم الشتوي مرة أخري.. حاجة غريبة.... قصدي عادية.. مش كده؟!